بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

23 كانون الثاني 2020 12:14ص قطنة يا ابن آدم!!

حجم الخط
في المزرعة اللبنانية ممنوع عليك المرض.. أو مجرّد التفكير بأنّك قد تُصاب بوعكة صحيّة ما.. لأنّ الدخول إلى المستشفى يعني أمراً من اثنين.. إمّا أنْ تعود أدراجك لأنّك عاجز حتماً عن دفع تكاليف الطبابة.. أو أنْ تموت على أعتاب قسم الطوارئ في المستشفى..

ليل الثلاثاء – الأربعاء.. وفي عز ولادة «حكومة هجينة» في «بلد مبندق».. شاء القدير أنْ تلم بنا أزمة صحيّة.. استعدت الدخول إلى طوارئ إحدى مستشفيات البلد.. ولكن وبعد الـ»أهلا وسهلا».. أوّل ما سألت عنه موظفة الاستقبال.. وين Assurance Card؟!.. فكان جوابي بألا تأمين.. إنّني أتعالج على نفقة «الصندوق الوطني للضمان».. فابتسمَتْ وقالَتْ: يعني على حسابك!!

وبدأ «الرايح رايح والجاي جاي».. أسئلة واستفسارات واستطلاعات.. وبعد «يعطيهم العافية» هاتف خطر في بالي.. السؤال عمّا سيطلبونه لي من فحوصات وصور.. وما هي إلا دقائق حتى كان الجواب الكارثة.. مجرّد دخولي إلى قسم الطوارئ 180 ألف ليرة.. والفحوصات 200 ألف ليرة.. والطامّة الكبرى كانت الصورة التي أحتاج إليها سعرها «مليون و160 ألف ليرة»..

فسارع شقيقي إلى قول: «ولو ما في رحمة؟!.. شو سرقة القصّة؟!.. ما معنا من وين بدنا نجيب؟!».. ولكن الرحمة لم تخل من قلوب البشر.. هذا ما برز لي بشكل واضح.. حيث سارع أحد الأطباء إلى التكفّل بالموضوع.. وأصرَّ على إجراء الصورة.. أو ما يُسمى بـCT Scan.. ولكن على نفقة القسم أي دون أنْ أتكلف سعرها..

و»بما إنو إذا خليت خربت».. و»بما إنو هيدي بتبقى حالات فردية.. وحتى ما يضل لبنان مزرعة».. خصوصاً مع حكومة لون واحد.. وتثبيت سعر الدولار على الـ2000 في سوق الصرّافين.. وارتفاع أسهم الغلاء بكل مهول.. ما ولّد أطباءً سماسرة وأكثر من تجّار.. لا نقول إلا حسبنا الله على طمع الناس.. و»بالآخر يا ابن آدم آخد معك قطنة»..




أخبار ذات صلة