بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

28 تشرين الأول 2021 12:00ص «قلّن إنك لبناني»!!

حجم الخط
غريبة هي الأحوال خاصة عندما تكون مرتبطاً بأقصوصة ولو لمرّة واحدة بالأسبوع.. وتمسك قلمك لتسطّر ما يجود به خيالك أو حفظته مخيّلتك أو عايشته في يومياتك.. أو تعقّب على أمر هنا أو حدث هناك.. وحتى فضيحة أو مُصيبة أو كارثة هنالك.. تجد أنّ كل ما تقوله يذهب أدراج الرياح.. فلا نحن في زمن «إفعل».. ولا نحن في زمن «الرجال الرجال الحق»..

نعم.. هو زمن كثيرة فيه الأفكار العابر في البال.. ومثلها الأحداث التي نعيشها يومياً.. تتقدّمها المصائب والكوارث والأزمات.. لكن الأنكى من ذلك كلّه يبقى ما يدور حولنا من آثام سوانا وتُرخي بأثقالها علينا.. ولن أذهب بعيداً فمنذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري.. وانتقال البندقية من الكتف الموجّهة إلى العدو لتستقر في صدر إبن الوطن الواحد.. ونحن نكاد لا نغفو إلا على كارثة لنستيقظ على مُصيبة.. ونجلس في الزوايا ننتظر تدويرها.. لكنها تبقى كما هي حادّة تخترق آمالنا وتقضي على ما تبقّى من أحلامنا..

يومياتنا أحلاها مُر وليالينا أكثر مرارة.. «حزب المستقوون» يكيل أزملاه يومياً تُرّهات ندفع أثمانها على مختلف الصعد.. أما «العهد القوي» فمن كثرة قوّته لم نعد قادرون على التحمّل.. فآثرنا دفن ثورتنا لأنّ في «الصمت قوّة».. وماذا بعد؟!

أنترك بلدنا ونرحل؟!.. دفعنا إليها وقال: ارحلوا!.. ولكن إلى أين نرحل وهم قد شوّهوا صورتنا حتى تقزّمت أمام خلق الله أجمعين.. فأصبحنا صعاليك لا يرنو إلينا ولا حتى يرمقنا بنظرة.. إلا الهاربون إلى الحضيض هبوطاً من الإسفلت المُعفّر بكل أوساخ الحياة..

بالأمس القريب غنّوا «قلّن إنك لبناني».. واليوم نكاد نخجل بأنْ نتباهى بصفتنا ووطنيّتنا.. وأغلب الظن نستحق ما بلغناه لأنّنا صمتنا عن حقّنا.. فعاث من عاث فينا الأذى واللعنات.. حتى استأسدت الكلاب وانتفضت الثعالب.. وجثت الأسود تقتات من بقايا حطام الوطن..   


أخبار ذات صلة