بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

17 تشرين الثاني 2021 12:00ص «كيس الفئران»

حجم الخط
ضربة تلو الأخرى يتلقاها اللبنانيون على رؤوسهم، فبعد ذل البنزين والمازوت والكهرباء، أصبح اليوم الدواء ممنوعاً على المواطن الفقير، بعد رفع الدعم عنه وصدور اللائحة الجديدة للأسعار.

فالمواطن اللبناني لم يعد مؤهّلاً لأن يستغيث طبابة واستشفاءً، فالدولار يتحكّم بالسوق، وكارتيلات الدواء تتحكّم برقبة القطاع الصحّي، والمواطن يغرق بعجزه. 

هذه الضربات المتتالية، تذكّرني بنظرية «كيس الفئران»، التي استعملها منذ زمن فلاح مصري من الصعيد، كان يذهب كل أسبوع بالقطار إلى أحدث مراكز الأبحاث العلمية في القاهرة، وهو يحمل كيساً مليئاً بالفئران التي اصطادها ليبيعهم إياها، ويُجرون التجارب عليها في المختبر.

وخلال رحلة القطار كان الفلاح كل ربع ساعة (يقوم بتقليب الكيس وضربه) ثم يثبته بين قدميه ويرتاح. واستمر على هذا الحال طيلة الطريق، فاستغرب المهندس الزراعي، الذي كان إلى جانبه، فسأله: لماذا تقوم بتقليب وهز هذا الكيس كل فترة، فقال الفلاح:هذا الكيس فيه جرذان وفئران، ولو تركتهم دون تقليب وهز لأكثر من ربع ساعة سوف يرتاحون وكل واحد منهم سيحفظ مكانه ويستقر فيه، وينسى أصحابه والخطر من حوله، ويبدأ بقضم وتمزيق الكيس، ويخرج ببساطة، وسوف تنتج بعدها مصيبة، لذلك أقوم بخلط الكيس كل ربع ساعة، وأسيطر عليهم كي يتعاركوا ويتقاتلوا ويختلفوا بين بعضهم فيغفلون عن الكيس، وأصِل إلى مركز البحوث بسلام».

هذه النظرية تُطبّق علينا اليوم في لبنان، فكلّما تعوّدنا على مصيبة، تأتينا ضربة جديدة ننشغل بها، فننسى الكفاح للخروج من الأزمة، وننسى من خلق الأزمة أساساً، فهل يا ترى سوف نُدرك اللعبة، ونشترك ذات يوم معاً في قضم الكيس؟.




أخبار ذات صلة