بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

17 أيار 2019 12:27ص كيف الحال أيّها اللبنانيّ؟

حجم الخط
ماذا يجري في لبنان؟ ومنذ متى يجري هذا الذي يجري اليوم؟ ومن ذا الذي يُجريه على النحو الذي يجري عليه؟ وعلى من يجري كل ما يجري؟ كيف الحال؟ أول ما يتبادر الى ذهن اللبناني أن يسأل عنه؟ هو يعلم أن الحال يجري ولا يبقى على حاله. الحمد لله وليس لأحد غيره يقول. لكن في حاله حالٌ آخر أكثر حالاً وأسرع جرياناً. هو حال الوطن الذي لا يسأل عن حاله أحد. هو ليس على كل حالٍ بخير منذ زمن بعيد. ذلك أنه لم يستقر على حال قط، بل ظلت الأحوال تراوده عن نفسه، حتى صار له من كل حالٍ حالٌ لا يشبه الحال. 

ليس بخير نعم. لكنْ لم ينزلق بعد إلى الشرّ. هو في منزلة بين المنزلتين أو في حالٍ بين حاليْن. يجري الحال.. ولا يمشي! لا يترك فرصةً لقول الحال أو حتى لمعرفته. أحوالٌ تتوالى كأوراق اللعب فوق طاولة القمار. كم الحال اليوم.. بدل كيف الحال؟! يُرفع الكيفُ إلى أسّ المجهول؛ فتختلط الأحوال على الناس اختلاطاً، لا يعرفون من بعده تصاريف أيّامهم، بين ما هو ماض وما هو مستقبل. 

حالٌ إلى الأمام مقابل عشرة إلى الوراء، ولا أفق واضحاً للخروج من لعبة المرايا الدولية التي تلقي بظلال الأحجام الخدّاعة على حياة الوطن؛ فتحيلها إلى لغز، يصعب معه فهم ما يجري على حقيقته. ومع ذلك يتحسّس اللبنانيّ بخبرته الطويلة، الجهةَ التي يجري نحوها مصيره الحالي، ويعلم تماماً من هم صنّاع الأحوال وتجّارها الكبار، وكيف يُراد لعواصفها الشديدة أن تقتلع بيتَه وتصادر أملاكه القليلة.

كيف الحال أيّها اللبناني؟ سؤال عزيز، سوف لن يتردّد بالجهر جواباً عنه: الله يسترنا!   

أخبار ذات صلة