بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

4 حزيران 2021 12:16ص لم يفت الأوان بعد!

حجم الخط
يدفع اللبنانيون اليوم ثمن الطائفية التي باعوا انفسهم لها بأثمان بخسة. حرْف أنظارهم الدائم عن مصالحهم الحقيقية وعن مستقبل أبنائهم جعل منهم ألعوبة في يد طبقة سياسية لم تضطر يوما لأن تشعر بعذاب الضمير. طبقة حديدية بكل معنى الكلمة تتكسّر على أعتابها كل سيوف الناس الخشبية. لكن الناس قلة في هذا الوطن الصغير. الأكثرون هم الجماهير والتابعون والموظفون عند هذا الحزب او ذاك. سكان الدويلات غير المتحدة. ومع ذلك لم يفت الأوان بعد. يمكن للناس أن يزدادوا عددا مع ازدياد الضغوط وتعاظم المحن. فسياسة الاذلال لا يمكنها أن تأتي سوى بنتائج عكسية. عندما يشعر الناس بأنه لم يعد أمامهم من شيء يخسرونه. فالطبقة المتحكمة بمفاصل الدولة تلعب بالنار وتشعل الحرائق في كل مكان. وهي في ذلك لا تفعل شيئا سوى تسريع زوالها. التراجع الحالي الى الوراء عند الناس المظلومين قد يكون تحضيرا لقفزة واسعة جدا فوق كل العوائق والحواجز. قفزة ستكون أشبه بمعمودية النار للشعب الذي سيولد من جديد.  هذا الانهيار  العظيم الذي يفتح في وجهنا أبواب جحيمه هو الرحم الذي منه سيخرج الشعب المنتظر.  مشكلتنا ليست أننا شعوب كثيرة بل أننا لسنا شعباً بعد. الفرصة باتت سانحة اليوم أكثر من أي يوم مضى. عوامل الانصهار اكتملت والحرارة بلغت أعلى درجاتها. وعليه اصبح الانفجار وشيكا. حينها لن يبقى مسؤول فوق كرسيه ولن تصمد خيمة فوق راس زعيم.  التجويع والإذلال والتيئيس المتواصل، كل ذلك سينقلب على الساحر. سيكون الشعب هو المقاوم الحقيقي في قضية اكثر وضوحا من كل قضية. قضية الكرامة التي اذا ما خسرها شعب خسر نفسه مهما ادعى من بطولات وانتصارات هنا وهناك. فالانتصار الحقيقي هو على الذات اولا وعلى وسوسات شياطينها. الناس سيخرجون عاجلا ام اجلا وسوف لن يخشون احدا من اصنام العصبة التي امتهنت طوال عقود تخويفهم واستغلالهم. آن الاوان لأن يحطم اللبناني الحقيقي اوثانه ويجدد ايمانه بالله.

أخبار ذات صلة