بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

13 تشرين الأول 2017 12:15ص ليه «العظمة».. كلها!

حجم الخط

لكل بيئة في لبنان والعالم تقاليدها وعاداتها، وثقافتها الاجتماعية، الموروثة عند الآباء والأجداد. كما ان البيت يلعب دوراً اساسياً في مسيرة كل فرد من هذه «الاسرة» كما ان (وظيفة الجينات) هي ايضا لها تأثير مباشر في حياة الفرد الواحد في مجتمعه وفضاءاته!
ومن الأمثلة العامية المتداولة: «على شو شايف حالوا، رُوح بلِّط البحر»، «على هامان يا فرعون» شفناك فوق وشفناك تحت»، «ما تقول فول تيصير بالمكيول»، «عنزة ولو طارت» وعلى الطريقة المصرية: «ليه العظمة.. كلها»؟؟
إنه «الزهو»، أوَّله «نفاق».. على حدّ تعبير علماء النفس الاجتماعي وآخره الاكتئاب مرض العصر.
لا يخلو مجتمع بشري من الأمثلة والمجاملات التي تبرز المحاسن وتستجلب ذكر العيوب. ولكن من الخطأ أخذ هذه المجاملات على إنها الرأي الحقيقي في الشخص.
ومن ثم «الزهو القاتل» علي الآخرين.. فالزهو في النهاية مرض نفسي كما حدده البروفسور د. أحمد زروة، وهو منتشر في مجتمعاتنا الشرقية، ولا يُخفي د. زروة وجوده: «أن المصابين به هم اناس عاديون يعيشون معنا ونتعامل معهم».
الزهو، أو شوفة الحال، كما يقول الشائع.. هو تقدير الإنسان لنفسه أكثر مما هي في حقيقتها.. وبشكل مغالى فيه إلى الدرجة القصوى.
كل إنسان يقول العلماء النفسيون: «ميال إلى تقدير نفسه أكثر مما هي على حقيقتها، وهذا ما يمكن ان نسميه (الخداع الذاتي)».
هذا الخداع يوجد عند كثير من المجتمعات، ولا يستطيع المخدوع السيطرة على نفسه وكتمان «زهوه» عن الآخرين ولو قليلاً أو كثيراً.
والمصاب بداء الزهو «مرض العصر» فإن (الخداع الذاتي) يكون فيه أشدُّ مما يمكن كتمه والسيطرة عليه.. والمجتمعات البشرية، والبشر لا يستطيعون ان يتعايشوا على أساس المصارعة في ما بينهم وفي هذا يظهر صدق الحديث النبوي القائل: «لو تكاشفتم لما تدافنتم».
وهذا هو ما يحدث للانسان عندما يأخذ «صورة» عن نفسه من خلال «سيمفونية» المدائح؟!
فلو أدرك الإنسان حقيقة نفسه.. لسئم الحياة.. وتخلى عن النتيجة الزهوية والاعجاب الطاووسي!!

أخبار ذات صلة