بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

17 نيسان 2024 11:48م ما حدا تعلّم!

حجم الخط
يوم السبت الماضي كان 13 نيسان 2024.. أتذكرون هذا التاريخ؟!.. أتذكرون قبل 49 عاماً كم من الويلات حملتها التواريخ التي تلت هذا اليوم.. وكم من الضحايا سقطوا ومن الدماء أريقت..
وبعد كل هذه السنوات المشهد على ما هو عليه.. والجمر تحت الرماد ينتظر مَنْ يحرّكه.. وأيدي العابثين أكثر من كثير.. وكل طرف يتحيّن فرصة لينقضَّ على الآخر.. فيما المسكين هو مَنْ يدّعي أنّ الفتن نائمة.. والمسكين أكثر مَنْ يلعن موقظها.. 
بينما الوقائع يومياً تُثبت أنّه لا الفتنة نامت ولا تنتظر مَنْ يوقظها.. بل هي تترقّب عند تقاطعات الاستحقاقات.. ولا تحتاج إلا إلى طلقة رصاصة أو طعنة غدر.. لينطلق عدّاد ساعة صفر الجحيم بدمائه ولعناته..
بعد حوالى نصف قرن من الزمن ما زالت عقارب ساعتنا متوفقة عند تقاطع عين الرمانة الشياح.. في ذاكرة «البوسطة» الصدئة تُستعاد.. وأشباحها يومياً تؤكد أنّ ما من دواء نفع الفتن وأدخلها في سُباتٍ عميق.. ولا «إبر مُسكّنات» أسكتت صوت الرصاص «المستنفر» عند الكوع أو الزاوية والمفرق.. 
أما أكذوبة العيش المشترك فما هي إلا كابوس ملطّخ بدماء الأبرياء تارة، وبيادق الحروق ووقودها عند الحواجز وخلف المتاريس تارة أخرى.. لنستعيد في كل مرة جولات دموية وصراعات طائفية.. لا تكون نتيجتها إلا سقوط الأقنعة وإخراج الخناجر من خلف الظهور.. 
باختصار التاريخ لم يغادر الحرب الأهلية أو حرب الآخرين على أرضنا أو غباءنا واقتتالنا من أجل زعامة أو قيادة وسيطرة على منطقة أو دويلة.. وها نحن اليوم نوزّع الاتهامات وشهادات الوطنية وفقاً لأجندات وحسابات الآخرين.. والخلاصة ما حدا تعلّم بعد كل هالسنين.. 

أخبار ذات صلة