بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

17 كانون الثاني 2019 12:00ص من الجرح يولد الفينيق!

حجم الخط
هو عام بالتمام والكمال.. عام انقضى على تلك الليلة المشؤومة.. رحلة الألف ميل في دنيا الألم والسقم.. من انسداد في شرايين القلب.. تبيّن أنّها «عابرة سرير».. ولم تستقر الجلطة في مرقدها.. بل مضت إلى غير رجعة.. مخلّفة وراءها آثاراً على عضلة الفؤاد المهموم.. إلى ضيق في التنفّس والقصبة الهوائية عشعت في أعماق الحواس.. فتركت بدورها أثراً لا تزال فصوله متواصلة..
إلى ليلة مجيدة.. عشية الاحتفاء بعيد الأب.. فكانت الطامّة الكبرى.. ولاقت به كل علامات الكِبَر.. حتى أوشك أنْ يهويَ من على أطراف الحياة.. مخلّفاً وراءه عمراً لم يُزهر بعد.. بعدما حلّت به نكبة انسداد أوردة الرأس.. فحجبت عن مقلته اليمنى أضواء الوجود.. ليقدّر بالمعنى المستحق نعمة البصر.. التي أولانا إياها رب العرش العظيم..
وما هي إلا دقائق.. أقل من عمر ساعة.. يسير بسرعة الريح إلى الزوال.. حتى كان على أبواب المستشفى.. طالباً النجدة مما نزل به.. وانطلقت مسيرة رحلة جديدة.. للجري خلف ألف ميل أخرى.. علّ النجاة تكون في آخرها.. وإلى يومنا المعلوم لا يزال يكابد تصاريف الحياة.. من أجل ثلاث «تاءات مؤنثات.. هُنَّ كل حياته»..
عام مر.. على أوّل أيام الرحلة السوداء.. وكم كانت صعبة الساعات السابقات للذكرى الأولى.. فكان متهيّباً لذاك الأوان.. متخوّفاً من ألا ينقضي «يوم أمس».. إلا ويحمل معه نكبة جديدة تهدّ المعبد.. وترمي ما يبنيه في غياهب الظُلُمات.. فيضيع حلمه تحت ظلال الوجع..
انقضت سنة.. لا أعاد الله ألمها ولا أعاد سقمها.. ولا بارك بوجعها وخوفها.. والحمد لله على ما أعطى.. والحمد لله على ما يُعطي.. ومن الجرح يولد «الفينيق».. وكل عام في دنيا الابتسام!!


أخبار ذات صلة