من زمان وفي هذه المدينة بالذات كان يحدث ما يلي:
- يدخل أحدهم متعنتراً إلى دار السينما وعندما يبدأ عرض الشريط يتناول سيجارة ويولعها، وفجأة يشعر بيد تربت على كتفه وشرطي يطلب منه الخروج من القاعة لتنظيم محضر مخالفة لأن التدخين ممنوع في دور السينما.
- آخر مستعجل لعبور الشارع وإذا بشرطي بانتظاره لتنظيم محضر ضبط لأنه لم يعبر الشارع بين المسامير المذهبة والاشارة الضوئية المخصصة لعبور المشاة.
- صاحب دكان أنهى عمله وأقفل محله فقام بوضع نفايات نهاره في كيس ومن ثم على الرصيف.. ينظم بحقه (محضر مخالفة).
- إمرأة تستعمل الماء والصابون لشطف أرض منزلها في الطابق الارضي وتترك الماء على الرصيف.. (محضر مخالفة).
- دورية تدخل إلى محل قصاب، نقطة دم على أرضية المحل، عدم وجود البلاستيك الشفاف على الذبيحة المعلقة، ذبابة في المحل (محضر مخالفة).
- في مطعم أو محل لبيع مأكولات عدم وجود واقٍ لشعر الرأس أو غطاء لليدين (محضر مخالفة).
الاعتداء على الشجرة مخالفة.
- اتساخ السيّارة أو زجاجها مخالفة.
تلك كانت مدينتنا مدينة النظام والنظافة والانضباط.
من زمان عرفنا العصر الذهبي لهذه المدينة التي هي أغلى من الذهب والماس.
من هنا، ينبع ألم الجيل الذي عرف ذلك الزمن مقارنة بالواقع المرير.
من زمان .. كانت تلك مدينتنا التي أحببناها والتي ما زلنا على حبنا لها.. وهي تقول: زدني حباً.