بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

1 شباط 2019 12:00ص هل صار واجباً وزارة للسعادة؟

حجم الخط
لن نفرح بتشكيل الحكومة العتيدة كما لم نحزن من قبل لتعثرها طيلة الأشهر التسعة المنصرمة! لماذا نقول ذلك؟ ببساطة لأن هذه الـ«نحن» المقدّرة لغوياً في كلامنا ليس لها من واقع فعليّ وحقيقي. من المفهوم تماماً أن نشاهد نقلا تلفزيونيا مباشرا، مبالغا فيه، من دارة أحد المتوزرين الجدد: عناق حار وتبادل للتهنئة بين الأقارب والأصدقاء على هذا الظفر بمنصب حكومي في بلد غارق في الديون! لكن اللامعقول هو أن نرى لبنانيين يفرحون ويرقصون على وقع هذا الخبر السعيد. 
فالواقع أن الحياد هو الشعور العام أو بالأحرى اللامبالاة، من دون أن ترقى هذه العمومية إلى مستوى الضمير (نحن). غابت الحكومة طويلا جداً، لكن قبلها (وبعدها أيضا) غاب اللبنانيون كضمير للجمع. من حضر في المشهد الذي يسمّى مجازاً بـ«العام» هو الخاص بل خاص الخاص. المناصب جوائز يتم تفريقها في مهرجان بلا متفرجين. ولولا الإعلام المُبرمج كجزء من هذا السيرك اللبناني المدهش، لكنّا الآن كـ«شاهد ما شافش حاجة». 
تقول النشرات السياسية أن الحكومة المنتظرة ستكون ترياقاً يمنع الانهيار الاقتصادي عن لبنان. «نحن» إذن بخير ولو بعد شر طويل. بخير ولو أقمنا على الدوام في الزاوية المدوّرة. ماذا تعني الزاوية؟ إنها تعطي الشكل للأشياء. وماذا يعني تدويرها؟ إلغاء الشكل تماماً أو بالأحرى فتحه على اللاشكل أو على الدوران حول النقطة نفسها. النقطة التي ترسم الدولة المفتوحة على اللادولة، والحكومة المفتوحة على الزمن المجاني، والتي تجعل الفرح يدور حصراً حول قلة قليلة من اللبنانيين. هنا فقط، نفهم الحاجة إلى إطلاق المفرقعات في سماء باتت بعيدة جداً.
الكل يريد أن يفرح، خصوصاً الأشد بؤساً فوق هذه الخريطة. لكن هل صار واجباً انشاء وزارة للسعادة لتحقيق ذلك؟! 


أخبار ذات صلة