بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

17 تشرين الثاني 2022 12:00ص وانطلق العد العكسي!!

حجم الخط
سبحان الله في كل مرحلة من حياتنا «طلعات ونزلات».. وجوه وشخوص وعتبات وأقدار.. بَسَمَات نزرعها ودموع تُفرض علينا.. ملامح أمل أو سواد أفق.. غيوم في ليلة صيف أو نجوم تخرق عتمة شتاء عاصف.. وبين هذه وتلك نختار المسير أو العجز عنه.. نختار ألا نختار.. فنضيّع فرصاً وخطوات كان علينا اتخاذها.. لكن من منطلق إيماني نهائي «لو كانت لإلك ما راحت لغيرك»..
اليوم بدأ العد العكسي في رحلة اخترتها يوماً.. أو أقلّه كانت أفضل الممكن.. لكن رويداً رويداً أصبحتْ قناعة وقدراً وشغفاً.. بل أصبحت فرصة امتشقتُ فيها العلا.. مُخيرّاً لا مُسيّراً.. بطلاً لا مهزوماً.. عبرتُ الكثير من المطبّات السوداء ومثلها الكثير من اللحظات البيضاء.. ارتسمتْ أمامي ملامح الفرار.. لكنّني شئت البقاء والانتظار علَّ الفرج قريب..
من اغتيال الرئيس رفيق الحريري.. إلى ليل بيروت في 7 أيار.. إلى طرقات الوطن المقطوعة أوصالها ما قبل وبعد «ثورة 17 تشرين».. ووصولاً إلى «يوم ليس كمثله يوم».. مأساة وطن تفطّر قلبه في 4 آب 2020.. وحتى يومنا هذا عايشتُ ملامح قيامة وطن وهزيمته.. حملتُ قلمي وتبوأتُ منصباً تلو آخر.. حتى اعتليتُ ما يسأهلني.. لكنّني تيقّنت من أنّها «ما عادت تحرز».. وآثرتُ اللعب بعدّاد الوقت.. وبدأتْ عقاربه تتلوّى إلى الخلف فرحاً لا ترحاً.. أملاً لا حُزناً.. إقداماً لا تراجعاً.. لأنّ «بكرا أحلى»..
أسرة كانتْ لي على مدى سنوات طوال.. بل التقيتُ وجوهاً بعضها ارتحل وبعضها رحل.. وبعضها على أمل الرحيل.. واليوم اليوم وليس غداً أتحضّر للخروج من ميدان إلى آخر.. ومن أسرة صغيرة إلى وطن أوسع.. علَّ الكلمة والحرف لا ولن تفارق قلمي.. الباقي أبد الدهر ينطق بالحق والحقيقة.. وينقل الصوت ولو بالأحرف والكلمات..

أخبار ذات صلة