بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

23 تشرين الأول 2020 12:00ص وزارة للتوقّع!

حجم الخط
من شاهد ميشال حايك في حديث من «نوع آخر» على شاشة التلفزيون مؤخراً قد سمع طبعاً كيف قدّم نفسه للنظام السياسي القائم من خلال إشارة لطيفة في كلامه الى قبوله تولي وزارة تُعنى بالتخطيط المستقبلي من خارج الخيم السياسية المعروفة في حال عرض عليه هذا الأمر.

 وما دون ذلك فليس لديه اي طموح سياسي على حدّ قوله. حسناً. فقليل من الاستبصار ولو المبهم لا يضير عمل الحكومة المأمولة ولادتها في شيء. إذ إن توقّعات حايك عند نهاية كل عام تفوّقت في نظر اللبنانيين الذين اعتادوا انتظارها على كل وعود السياسيين الكاذبة. وصار ما يقوله هذا الرجل الغامض الذي تحوّل الى سفير للمستقبل المجهول، يؤخذ على محمل الجد أكثر مما يُدلي به أي مسؤول مهما علا موقعه في الدولة اللبنانية. فلماذا لا يُستوزر حايك وأمثاله إذا كانوا حقاً ضالعين في معرفة ما نحن مقبلون عليه من أحداث، بعضها مجلل بالسواد، وبعضها الآخر مكلل بالبياض؟ اذ من شأن ذلك أن يكشف لنا حقيقة قدراتهم المزعومة بوضعها على محكّ التجربة الصحيحة. 

فليتفضل حايك وغير حايك الى سدّة المسؤولية الوطنية، ليسخّر توقّعاته في سبيل نهوض البلد وصموده في مواجهة أعدائه والمحيطين به شراً. وبالرغم من أنني أكذّب شخصيّاً كل ما أصدّقه من توقّعات المتوقّعين الذين تكاثروا كالفطر المسموم في وسائل الإعلام اللبنانية، لن أتأسّف مع ذلك إذا ما أتيحت لبعضهم الفرصة في تولّي حقيبة وزارية على ما سنكون قد وصلنا إليه من حال ومن شقاء. فعندما يعجز العقل عن توقّع المستقبل والتأثير فيه، يُصبح التوقّع من خارج العقل عزاءً إنسانيّاً وحيداً بإزاء المجهول. 

وليس المهم حينها من أين يأتي هذا التوقّع، بل المهم فقط أن يكون له ثمّة ركناً ولو صغيراً بيننا. وعندما تنهار الدولة بفعل فاعلين فإنّ الصراع يحتدم حتماً حول التوقّعات التي تصبح فعل وجود لكل طرف في قبالة الطرف الآخر. ألسنا بحاجة إذاً إلى وزارة خاصّة للتوقّع بدل أن تظل عين التوقّع على الوزارات؟!

أخبار ذات صلة