ألا يستحق المواطن اللبناني مكافأة له على تحمله كل هذه الظروف المعيشية التي فرضت عليه قسراً..؟
ألا يستحق وساماً لنتفق على تسميته بوسام الصبر؟..
هو الذي يسير في حقل أشواك تدمي جسده وروحه زرعت بأيدٍ لا تحسن الا هذا الزرع.
هو الحامل ليس فقط هموم غده وما بعده، بل هموم يومه وساعته وأيضاً أمسه.
تتكالب الضغوط عليه لتكتم أنفاسه وتستنزف طاقته وتتركه حائراً ضائعاً متوجساً من أنياب كاسرة فاجرة تشبه الجراد في التهامه للأخضر واليابس في وطن ضاعت فيه مطرقة العدالة واستجوابات المحاسبة. يرى أطفاله أمامه كتل من البراءة والطهر تشبه الحملان والذئاب تحوم حول ما يحمله الغد لهم.
والرعاة في وادٍ هو وادي الأرقام وتضخم الارصدة ما وراء البحار لا يسمح لهم وقتهم بالتفكير في مصير من أوصلهم إلى ما هم فيه من كراسٍ لا يعرفون متى تنكسر قوائمها.
وسط كل هذا.. ألا يستحق هذا المواطن (وسام الصبر)؟!
ولكن من سيمنحه هذا الوسام؟..
هي علاقة بين القاتل والقتيل
بين السارق والمسروق
بين الناهب والمنهوب
الأفضل أن يمنح هذا الوسام لنفسه انطلاقاً من قول خالقه عز وجل أن الله مع الصابرين
ولا ليل يدوم.. هناك فجر سينبلج
وكل ساعة لها راعيها.