بيروت - لبنان

اخر الأخبار

حكايا الناس

19 كانون الثاني 2024 12:10ص يحيا الدولار!

حجم الخط
لطالما سمعنا عن الصحافة الصفراء وما كانت تحمله من عناوين كاذبة هدفها بث الإشاعة والدعاية أو إيقاع القارئ في الوهم كأن يتصدر مثلا عنوان "انقلاب عسكري" احدى الصحف اليومية ويكون مقصوده وقوع فرد عسكري عن دراجته النارية! 
أما اليوم في ظل الانترنت وما بات يُعرف بوسائل التواصل الاجتماعي، فإننا نشهد الأمر نفسه، واللون ذاته، يُظلّل الخبر ويصمه بالشك والريبة.  وخصوصاً ما يدور على موقع يوتيوب الشهير حيث تعمد معظم المواقع الإخبارية إلى وضع عناوين خدّاعة لمقاطع الفيديو التي تبثّها من أجل استدراج المشاهد إليها وبالتالي الحصول على أكبر نسبة مشاهدة في سباق "التراند". وليس مهما ما تخطه من عناوين من شأنها أن تظهر البلد على كف عفريت أو أن الحرب الكبرى قاب قوسين أو أدنى من الانفجار. وكل ذلك يجري عبر استضافة مجموعة من الخبراء المزيّفين أو الصحافيين المأجورين أو الموتورين. ومهما ظهرت حقيقة الزيف سواء من خلال العناوين أو التصريحات التي يدلي بها الضيوف، فإن ذلك لا يردّ هذه المواقع عن المسار الشاذ الذي اختارته لنفسها. فما السبب يا ترى؟ 
الحقيقة أن العناوين المفخخة والمبالغ فيها سوف ترفع نسبة المشاهدة على يوتيوب لمجرد أن ضغط المشاهد على الفيديو حتى لو لم يتابعه للآخر. وكلما زادت هذه النسبة زادت معها الأرباح التي يجنيها صاحب القناة على يوتيوب بالعملة الأميركية الصعبة. وليس مهما بعد ذلك أن تكون القناة معادية بالظاهر لسياسة الولايات المتحدة أم لا، ما دام المبلغ بـ"الفريش دولار" سيصل إليها في كل الأحوال عبر التحويل. 
فقد أتاحت أميركا للجميع أن يقول ما يريد تحت السقف الذي ترضاه وتحدده في النهاية، وله من وراء ذلك منافع أخرى كثيرة. إنها قمة التناقض وقمة المهزلة أيضاً. لكن من ذا الذي بيننا ينخرط  حقا في معركة تحرير الوعي؟! حتى ذلك الحين.. نقول يحيا الدولار! 
أخبار ذات صلة