الطقس

إلى ذلك، وليس بعيداً من شؤون الطاقة، وفي وقت انخفضت أسعار المحروقات انخفاضا طفيفا اليوم، أثارت عملية بيع المازوت في السوق السوداء خلال موجة الصقيع، ردود فعل وزارية شاجبة، فلفت وزير الطاقة والمياه وليد فياض من السراي عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء إلى «وجود سوق سوداء لموزّعي المازوت وجملة من التجاوزات، حيث يتم أخذ عمولات تفوق السعر المعتمَد وتصل الى حدود 10 و15%، وهو ما يشكّل جريمة وعلى القضاء ملاحقة هذه الأطراف المهرِّبة».. بدوره أشار وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام إلى أن «شكاوى عديدة تردنا حول احتكار المازوت، ويجب الالتزام بأسعار وزارة الطاقة وسيتم ملاحقة أي مخالفة تستغل ظروف الناس الصعبة وتحديداً في المناطق الجبلية... إرحموا المحتاج».

من جهتها، توقّعت دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني أنْ يكون طقس اليوم (الجمعة) غائما صباحا، يتحوّل بعد الظهر الى غائم جزئيا دون تعديل في درجات الحرارة على الساحل وارتفاعها بشكل بسيط على الجبال وفي الداخل، تهطل امطار متفرقة مع احتمال حدوث برق ورعد، وتتساقط الثلوج ابتداء من 900 متر مع خطر تكون الجليد بدءا من 800 متر خلال الليل مع استمرار ظهور الضباب على المرتفعات.

وإذ عزت المديرية الأمر إلى كتل باردة تسيطر على المتوسط، يمتد تأثيرها حتى نهاية الأسبوع، حذّرت من خطر سلوك الطرق الجبلية فوق الـ800 متر بسبب تراكم الثلوج وخطر الانزلاق جراء الجليد، في وقت من متوقع أن تكون درجات الحرارة الساحل من 4 الى 14 درجة، فوق الجبال من -1 الى 5 درجات، في الداخل من -2 الى 3 درجات.. والرياح السطحية: جنوبية غربية الى شمالية غربية ناشطة، سرعتها بين 15 الى 45 كم/س.

وفي ما يتعلق بأحوال المناطق في ظل العاصفة، وما أسفرت عنه من أضرار نتيجة للنقص في العتاد والآليات والصيانة. فقد أفادت مراسلة «اللواء» من صيدا، ثريا حسن زعيتر بأنّ العاصفة أسقطت حبات البَرَد على المدينة ومنطقتها وسط تدن بدرجات الرحراة وأمطار غزيرة، أجبرت حركتي الملاحة والصيد على تمديد عطلتها القسرية بسبب ارتفاع أمواج البحر والانواء والامطار الغزيرة، في حين تعرّضت المناطق الساحلية الجنوبية، وعلى فترات متفاوتة، إلى عواصف رعدية مصحوبة بحبات برد كثيفة تراكمت على أسطح وزجاج السيارات قبل أن تذوب بفعل الأمطار التي لم تتوقف لفترة طويلة، ما أعاد الحياة إلى الأنهار والسواقي وتفجر بعض الينابيع السطحية.

{ وفي قرى شرق صيدا، تساقطت الثلوج على البلدات التي يزيد ارتفاعها عن الـ 600 ما زاد من برودة الطقس والصقيع القارس والتي تراقفت مع رياح قوية تفاوت سرعتها ما بين 50 الى 75 كلم، ما دفع بالعديد من المدارس الى اعلان اليوم عطلة بسبب سوء الاحوال الجوية بعدما ترك وزير التربية عباس الحلبي قرار التدريس من عدمه لادارات المدارس.

{ أما في الغازية فقد أخلى سكان عدد من المباني في حي التعاونيات في المدينة مساكنهم بسبب انهيار حائط دعم، وسماعهم أصوات تصدعات في مبانيهم.

من جهتهم، أمضى أهالي بلدة تنورين أوقاتاً عصيبة، أمس أومس الأول، نتيجة ما تسببت به العاصفة الطبيعية من أعطال في الكهرباء والمياه والاتصالات والانترنت، ليتحرك على الأثر «مجلس تنمية قضاء البترون» على الأرض فأمّن المازوت اللازم لمولّدات الكهرباء مما سمح بزيادة ساعات التغذية بالتيار الكهربائي والتخفيف من المعاناة مع البرد القارس في العاصفة. 

{ ومن الضنية، أفاد مراسل «اللواء» نظيم الحايك بأنّ تساقط الثلوج تواصل بدءاً من ارتفاع 400 متر، ما أدّى إلى تسكير معظم الطرقات الرئيسية والفرعية، وسط انقطاع تام للتيار الكهربائي، كما أغلقت المدارس أبوابها ومنعت العاصفة موظفي مستشفى الضنية الحكومي من الوصول الى المستشفى في عاصون، فشكا الأهالي من بطء فتح الطرقات من قِبل ورش وزارة الأشغال، كما أنّ البلديات لا تملك الإمكانيات الكافية لفتح الطرقات خصوصا في القرى الجردية التي يزيد ارتفاعها عن 1000متر، في وقت أدّى تدنّي درجات الحرارة إلى تجمّد مياه الشفة في عدد من القرى، فيما بقيت بلدات أخرى معزولة بالكامل. 

بدوره، تابع محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر وضع الطرقات في محافظة بعلبك الهرمل وتم فتح الطرقات التالية من قبل فرق وزارة الاشغال العامة: - الطريق الدولي من رياق الى بعلبك الى الهرمل - عيناتا/ البليقة/ دير الاحمر - اليمونة دار الواسعة ويجري العمل على فتح طريق بريتال، حام، معربون وطريق غرب بعلبك مع بعض الصعوبات التقنية بسبب عطل بالجرافة. كما تم فتح الطرقات الداخلية في مدينة بعلبك من قبل فرق الدفاع المدني.

{ في وقت استمرت العاصفة الثلجية في البقاع، حيث وصلت سماكة الثلوج الى ما فوق المتر في اليمونة، وإلى 30 سم على علو 500 متر، ما أدّى الى انقطاع الطرقات كافة وخصوصا أوتوستراد رياق بعلبك الدولي، الذي يربط البلدات البقاعية، دون أي تحرّك من البلديات لفتح هذا الطريق أولاً بأول.

{ وقد أدّت العاصفة أيضاً إلى انقطاع الكهرباء خصوصا كهرباء زحلة التي ناشدت البلديات لفتح الطرقات للمباشرة بتصليح الاعطال الناتجة عن العاصفة، محذّرة من أنه إن «لم يباشر المعنيون في كل المناطق بفتح الطرق قبل انتهاء تساقط الثلوج، فنحن أمام كارثة انسانية كبيرة حيث سيبقى عدد كبير من المواطنين دون كهرباء لساعات طويلة في هذا البرد والصقيع».. في حين عمل عناصر الدفاع المدني في مدينة زحلة وقرى قضائها، على مساعدة المواطنين الذين احتجزوا داخل سياراتهم بسبب تراكم الثلوج، والتي وصلت سماكتها في بعض الأماكن إلى اكثر من متر، كما نقلوا عدداً من المواطنين الى المستشفيات خاصةً الحالات الطارئة، كما عملت على سحب الأشجار التي سقطت وقطعت عدد من الطرقات، بسبب اشتداد العاصفة.

{ وفي حاصبيا بلغت العاصفة الثلجية ذروتها، وتسبب تساقط الثلوج بإقفال كافة الطرقات الداخلية والفرعية، وتراوحت سماكة الثلوج التي بلغت ضفاف الحاصباني ما بين عشرة سنتيمترات وأكثر من متر في شبعا وقرى العرقوب المجاورة، في وقت اقفلت كافة المدارس الرسمية والخاصة وكذلك المؤسسات الرسمية والمحلات التجارية أبوابها، بانتظار الخرافات والآليات المتعاقدة مع وزارة الأشغال والبلديات لتقوم بفتحها»، كما عمل عناصر من الدفاع المدني في مركز راشيا الفخار، على فتح الطريق باتجاه بلدة كفرشوبا بعد أن أُغلقت بسبب الثلج، كذلك عملتالعناصر على إنقاذ عدد من المواطنين الذين علقوا بسيارتهم على طريق كفرحمام كفرشوبا بسبب العاصفة.

في السياق، أهاب المكتب الإعلامي لوزارة الأشغال العامة والنقل في بيان، بالمواطنين والمقيمين الكرام عدم التنقل بين المناطق الجبلية إلا في حالات الضرورة القصوى، وذلك حرصا على عدم عرقلة عمل آليات فتح الطرق التي تعمل بشكل متواصل كي تبقى مفتوحة، وكي لا تتشكل عليها طبقات جليدية سميكة جدا أثناء الليل، وكما تهيب بالبلديات كافة أن تتكامل عمل فرقها في نطاق صلاحياتها مع عمل فرق الوزارة، وذلك حرصا على سلامة الجميع، وإلى حين انتهاء تلك العاصفة.