بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 حزيران 2022 10:51ص لماذا يظل فادي الخطيب المثال والأسطورة وهل يتعلم العرقجي منه؟..

حجم الخط
حملت السلسلة النهائية بين فريقي النادي الرياضي بيروت ونظيره بيروت فيرست كلوب، عدة مفارقات، ولعل ظاهرة نجم الاخير وائل عرقجي احداها، خاصة بعدما تركت تداعيات لا تزال ماثلة رغم انتهاء المنافسات.

فالثابت أنه في عالم الاحتراف لا وجود ابدي لاي لاعب مع مطلق ناد، وهذا ما ينطبق على وائل، علما ان الأخير، ليس اول ولا اخر من يترك فريقه، من هنا استغراب ما حصل معه، والذي يعتبر المسؤول الأول والأخير عنه.

والمعلوم أن القضية بدأت مع انتقال عرقجي إلى بيروت فيرست كلوب بعد انتهاء احترافه الخارجي، حيث كان جمهور الرياضي بيروت يأمل عودته إلى بيته الذي نشأ فيه واطلقه إلى النجومية، غير ان وائل غلب مصلحته على عاطفته، فكانت مغريات مجموعة فيرست اقوى، ما أثار حفيظة جماهير الفريق البيروتي، التي انتقدته، وذهب البعض منهم لتجاوز الخطوط الحمراء عبر التطاول عليه، وهو عوض أن يتصرف كلاعب محترف ويتعالى عما تعرض له، انجر إلى الخطأ عبر الدخول في سجالات مع الجمهور الذي يبقى "جمهور" له آراءه التي لا تتفق على مطلق حالة.

وسارعت إدارة النادي الرياضي بيروت لاحتواء هذه المشكلة، لكن بقيت معالجتها مرحلية، فما أن انطلقت السلسلة النهائية، وبات وائل وجها لوجه مع فريقه السابق وجمهوره، حتى عادت الأمور إلى ما كانت عليه، لا بل تعاظمت لدرجة ذهاب بعض الجمهور إلى تحت منزله والهتاف ضده، وذلك ردا على ما اعتبرته تلك الجماهير استفزازات من جانبه، حتى وصل الأمر إلى تلك الحادثة الشهيرة التي شهدتها المباراة الرابعة حين شتم وائل "استاذه" تمام جارودي على الملأ، تلك الواقعة التي انتبه لها الجميع ما عدا اتحاد كرة السلة، الذي لم يعنيه إهانة تعرض لها نائب رئيسه الذي استقال لاحقا، فخرج جارودي وبقي وائل بلا عقاب، كون ناديه يعتبر حاليا الابن المدلل للاتحاد، ورغباته أوامر مطاعة بدليل ما شهدناه في سلسلة نصف النهائي أمام دينامو لبنان ولاحقا خلال النهائي بمواجهة الرياضي.

والغريب أن إدارة النادي الرياضي هي التي تعالت على الجرح هذه المرة، وزارت عرقجي في منزله لمواساته، علما أن الإدارة غير مسؤولة عن تصرفات جمهورها الذي يبقى حرا بما يقوله، لكن اخلاقيات القلعة الصفراء ربما فرضت هذا التصرف، لإزالة الاحتقان.
لكن وهنا الطامة الكبرى، لم يتلقف وائل هذه المبادرة، لا بل تعمد في المباراتين السادسة كما السابعة بافتعال حركات استفزازية تجاه لاعبي وجمهور النادي الرياضي بيروت، حتى كدنا نخال أن الذي أمامنا لاعب لم يمر بعالم الاحتراف يوما، ليتجدد هجوم جمهور الرياضي ضده، وهو أمر ليس بمصلحة وائل اطلاقا، إذ أن التجارب السابقة هكذا تقول، كما أن المنطق لا يقول خلاف ذلك.

احد الفنيين المخضرمين، وصف حالة عرقجي وبعد استعراض مراحلها من بدايتها وحتى اللحظة، قال انها لم تعد مجرد ردة فعل، بل تعود لرغبة كامنة عند وائل، بافهام الشارع السلوي، بأنه من دونه لا يستطيع أحد الفوز بالبطولة، وانه حين يتواجد، فإن الألقاب تتواجد معه، وتلك مسألة خطيرة، وتنذر بأمور اكبر مستقبلا.

 ونصح الخبير عينه وائل بأن لا يضيع موهبته بأمور لا طائل منها، لا بل إنها سترتد عليه سلبا، خاصة أن المشاكل مع الجمهور ليست بصالحه، وفي حال أراد الرد على احد، فبامكانه ذلك عبر أداءه على أرض الملعب ودون الالتفات لأساليب موازية.

وهنا ومن محبتنا لوائل كواحد من أهم عناصر منتخبنا الوطني الذي يستعد لاستحقاقي كأس آسيا وتصفيات المونديال، نقول له بأن ينظر إلى من أثبت بأنه أسطورة كرة السلة اللبنانية والعربية النجم الأول فادي الخطيب، حيث لم يصادف يوما من الايام اي مشكلة مع جماهير اي من الاندية، رغم تنقله بين أكبر ناديين لا يضاهيهما أحد في شعبيتهما الجارفة، عنينا الحكمة والرياضي، دون نسيان هومنتمن الذي لا يقل شأنا عنهما جماهيريا، فهل سأل يوما لماذا لا يزال الخطيب يلقى الاحترام والتقدير عند جماهير كل الأندية التي لعب لها، برغم التنافس الكبير والجدي بينها؟..

وعلى وائل إدراك أنه بالامس كان مع الرياضي واليوم مع مجموعة فيرست، فأين مشجعي فريقه الحالي (...) ممن ذكرناهم كالرياضي والحكمة وهومنتمن وحتى الشانفيل، لذا عليه النظر لمصلحته ليس ماديا فقط، بل على كل المستويات، وليجعل تجربة الأسطورة فادي الخطيب التي يصعب مضاهتها، أمثولة له، كما لكل اللاعبين الراغبين ببلوغ النجومية المتكاملة وبكل أوجهها.

وسيم صبرا - موقع "اللواء"