بيروت - لبنان

اخر الأخبار

صحافة أجنبية

30 كانون الأول 2023 12:00ص من إعلام العدو: افتتاحية صحيفة «هآرتس»: ليُخلي صاحب الكارثة مقعده

حجم الخط
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هو المتهم الرئيسي عن الفشل الأمني والسياسي والاجتماعي الذي أدّى إلى كارثة السابع من تشرين الأول، واندلاع الحرب، والآلاف الذين تظاهروا ليل السبت الماضي في تل أبيب وحيفا وقيسارية للمطالبة بإقالته من منصبه، يثبتون أن الظروف مهيّأة لتجديد الاحتجاج وتوسيعه.
ليس هناك ما هو مبرر أكثر من الاحتجاج ضد نتنياهو. ورفع دعوى لعزله، حتى أثناء الحرب. فالصدمة التي تلقّتها «إسرائيل» في يوم السبت الأسود، الذي أصبح نقطة تحوّل بالنسبة لها، كانت السبب المباشر لتوقف الاحتجاج ضد نتنياهو.
ليس من قبيل الصدفة، أن نتنياهو رفض تحمّل المسؤولية عن الكارثة التي حلّت بـ «إسرائيل». ورفضه القيام بذلك هو أمر متأصل في شخصيته. وهو يثبت بسلوكه أنه يستخدم فقط عامل الوقت الذي منحته إياه الحرب للاستعداد سياسيا لليوم التالي، من خلال الترويج لرواية مفادها أن الفشل هو مسؤولية الجيش والمخابرات والشاباك، وأن المفهوم الوحيد الذي انهار هو مفهوم أوسلو، والمذنب هو يتسحاك رابين ومن خلفه.
نتنياهو لم يقل كلمة واحدة عن الانقلاب الذي روّج له لخدمة اليمين المتطرف، والكوهيني، وجشع الضم والتفوق اليهودي، الذي وصفه هو نفسه بسخرية غير مسبوقة. في السابع من تشرين الأول، تم الكشف عن من ديعي أنه «حامي إسرائيل» باعتباره مجرد فزاعة. نتنياهو لم يفشل فقط في القضاء على النضال الفلسطيني، بل إن «إسرائيل» تحت قيادته انكشفت بكامل عريها. فالدولة لم تكن موجودة لأن نتنياهو صادرها لسنوات، وأقنع الجميع بأن الوطن هو هو، وأنه يضع نفسه أمام مصالحها ومصالح الجمهور والمستقبل.
بعد شهرين ونصف من بداية الحرب، يبدو واضحا للجميع أن مواطني إسرائيل لا يملكون ترف الاستسلام لشعور الصدمة الذي سيطر عليهم، ويسمح لنتنياهو بمواصلة حكمه. لأن الذي دمّر لا يمكن أن يكون هو الذي يُصلح. لقد حان الوقت للمطالبة ممن جلب هذه الكارثة على إسرائيل بإخلاء مقعده والسماح للآخرين بإصلاح ما دمّره.

ترجمة: غسان محمد