صحافة أجنبية

27 شباط 2024 12:01ص من إعلام العدو: السنوار ليس مخطئاً، الوضع القائم في حرم المسجد الأقصى في خطر

حجم الخط
روغيل ألفر

يقول إيهود أولمرت: «الهدف الأعلى للثنائي بن غفير وبتسلئيل سموتريتش هو «الحرب على الضفة الغربية، وعلى حرم المسجد الأقصى». أمّا «الهدف النهائي»، فهو بحسب كلامه، «تطهير» الضفة الغربية من سكانها من الفلسطينيين، و»تطهير» المسجد الأقصى من المصلّين المسلمين، وضمّ المناطق الفلسطينية إلى دولة إسرائيل. هذه الرؤية المشبعة بالدم اليهودي والعربي يُطلق عليها أولمرت اسم «أرماغدون». وبحسب تحليله، «سيطر هذا الثنائي على الحكومة الإسرائيلية وجعل رئيسها خادماً له».
هذا التحليل لا يعكس رأي أولمرت وحده.  بل يشاركه فيه عدد كبير من المعلّقين المُعادين لنتنياهو، وليس فقط في صحيفة «هآرتس». فهذا هو الرأي السائد إزاء أيديولوجيا بن غفير وسموتريتش، وميزان القوى بينهما وبين نتنياهو. لكن أيديولوجيا هذا الثنائي الفاشي لم تولد من العدم بعد 7 أكتوبر.  ويمكن تطبيق هذا التحليل بالعودة إلى الوراء، ومن منظور تاريخي.
كتب عاموس هرئيل في «هآرتس» (23/2): «يبدو أن سلوك بن غفير في حرم المسجد الأقصى خلال الأشهر التي سبقت الحرب الحالية شكّل ذريعة لشنّ ’حماس’ هجومها». نداف إيال في «يديعوت أحرونوت» (23/2)، كان أكثر حسماً في الموضوع، فكتب: «في مجتمع الأجهزة الاستخباراتية، تظهر الصورة واضحة بشأن الأسباب التي دفعت يحيى السنوار و’حماس’ إلى 7 أكتوبر. والأمور التي سأكتبها لا تعتمد على تقديرات أو نقاشات، بل على معلومات استخباراتية جرى الحصول عليها خلال الحرب، وفككت رموزها. أحياناً، تظهر خلافات في وجهات النظر بين الشاباك وبين أجهزة الاستخبارات، لكن، تحديداً، الرؤية بشأن موقف السنوار ودوافعه كانت متطابقة إلى حد كبير». ويؤكد إيال أن الصورة الاستخباراتية استندت إلى معلومات وأدلة ذات صدقية ووثائق وتسجيلات ومواد من تحقيقات».
وماذا تقول هذه الصورة؟ « السنوار والمقربون منه أقنعوا أنفسهم بأن الوضع القائم (الستاتيكو) في حرم المسجد الأقصى في خطر بسبب وجود اليمين المتطرف في الحكومة»، يشرح إيال (وضمن دوافع السنوار، ورد ذكرُ وضع الأسرى، والتطبيع مع السعودية، وتهميش القضية الفلسطينية في جدول الأعمال الدولي، وعودة الاغتيالات إلى قطاع غزة).
ماذا يعني أن السنوار والمقربين منه «أقنعوا أنفسهم»؟ هم لم يقنعوا أنفسهم، بل قرأوا الواقع الراهن: منذ تأليف هذه الحكومة الفاشية، «الوضع القائم في حرم المسجد الأقصى في خطر بسبب وجود اليمين المتطرف في الحكومة». كما ورد في كلام أولمرت الذي، كما ذكرنا، يعكس مواقف التيار الإسرائيلي السائد المعادي لنتنياهو. السنوار لم يخطىء. فالوزراء المتطرفون الذي يسيطرون على نتنياهو يسعون لـ»تطهير المسجد الأقصى من المصلّين المسلمين»، بحسب أولمرت. والحديث عن أن الوضع القائم في المسجد الأقصى في خطر هو أقل ما يقال.
لم يقنع السنوار والمقربون منه أنفسهم بأن الوضع القائم في خطر، بل من أقنعهم هو بن غفير وسموتريتش. كما أن تساهُل نتنياهو معهما هو الذي أقنعهم، وهم ببساطة، لم يقنعوا أنفسهم، بل كانوا على حق. وبعكس إسرائيل، فإن تقديرهم لنيات العدو صحيح ودقيق، وله أساس من الصحة. إن اسم «طوفان الأقصى» يعكس هدفاً حقيقياً لهجوم 7 أكتوبر، والناجم عن تخوف حقيقي من أن مصالح المسلمين في المسجد الأقصى في خطر. والسنوار لا يعاني البارانويا، بل يعاني «جرّاء السادية»، و»المرض النفسي»، ولديه «نزعة تدميرية شيطانية». ويجب الاعتراف بأن ضحايا «المذبحة» وعمليات الخطف، في معظمهم، دفعوا، ويدفعون ثمناً باهظاً من أجل موقع ديني لا قيمة له بالنسبة إليهم، لكنه بالنسبة إلى بن غفير وسموتريتش والسنوار، فإنه يستحق تدمير العالم كله من أجله.

المصدر:هآرتس
اعداد م . د . ف