صحافة أجنبية

7 شباط 2024 12:01ص من إعلام العدو: الفجوات لا تزال كبيرة للتوصل إلى الصفقة وإسرائيل و«حماس» ليستا في عجلة من أمرهما

حجم الخط
عاموس هرئيل

يبدو أن التفاؤل كان سابقاً لأوانه ومبالغاً فيه، فالردود الأولى التي تصل من «حماس» بشأن المخطط القطري - المصري من أجل تحرير المخطوفين ليست مشجعة.وبعد رسائل متضاربة في الأسابيع الأخيرة، يبدو أن قيادة الحركة تطالب بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع كشرط لصفقة مخطوفين جديدة، ولا يزال من غير الواضح مطلقاً ما إذا كان هذا شرطاً نهائياً لا يمكن إطلاق الرهائن إلاّ بعد تنفيذه، أم إن النية هي انسحاب متدرج للقوات خلال تنفيذ الصفقة. وفي السيناريو الثاني، لا يزال لدى الوسطاء ما يمكن عمله.
وكذلك الأمر، فإن القيادة الإسرائيلية لا تبدو في عجلة من أمرها لإبرام الصفقة، إذ إن رئيس الحكومة نتنياهو، منذ أن بدأ نشر تفاصيل المخطط المقترح قبل أسبوع، وهو يطلق تصريحات متشددة؛ فيتعهد بأنه لن يتوقف حتى تحقيق النصر النهائي على «حماس»، ويوضح أنه لن يوافق على وقف القتال، ويرفض الإفراج عن آلاف «المخربين» (على الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كان هذا هو الثمن الذي تطالب به «حماس» في مقابل تنفيذ الدفعة الأولى من الصفقة؛ وهي الإفراج عن 35 امرأة، وعن الكبار في السن، والمرضى، والجرحى بين المخطوفين). وفي الأمس، صعّد نتنياهو معلناً أن الحرب لن تنتهي قبل قتل كبار مسؤولي «حماس»، وهذا طبعاً لا يشجع الحركة على توقيع صفقة.
هناك وزراء في الليكود، بالإضافة إلى زعماء الأحزاب اليمينية في الائتلاف، يعرفون أنه لن تكون هناك تنازلات لـ»حماس»، وبعض المشاركين في جلسة الحكومة يوم الأحد شكّوا في أن تصريحات الوزراء خلال الجلسة جرت بالتنسيق مع رئيس الحكومة. وفي القناة 14، بدأوا التلميح علناً إلى الحاجة إلى التضحية بالمخطوفين. كما أعلن الجيش الإسرائيلي وفاة 30 مخطوفاً من مجموع 136، ومن الممكن أن يكون العدد الفعلي أكبر كثيراً.
وتجري الاتصالات في ظل القتال الدائر في قطاع غزة، وبعد أسابيع كثيرة من التقدم البطيء والحذر، بدأت تظهر حركة معينة في عمليات الجيش في خان يونس. كما أن مخيم اللاجئين في غرب المدينة محاصر، والقوات الإسرائيلية تقتل يومياً عشرات «المخربين»، وتشير التقديرات في الجيش إلى أنه خلال أسابيع معدودة، يمكن إخضاع الكتيبة الأخيرة، من مجموع 4 كتائب تشغلها «حماس» في المنطقة، وهكذا، يبقى لواء رفح فقط في الحركة من دون أن يصاب بضرر حقيقي.
وحتى الآن، لم يقرر الكابينيت والمؤسسة الأمنية ماذا ستفعل فيما يتعلق برفح. والمعضلة معروفة: لا يمكن قطع أنبوب الأوكسيجين لـ «حماس» في الأنفاق مع الحدود المصرية من دون معالجة قوات الحركة في رفح. لكن أي دخول عسكري إلى رفح يفرض إجلاء السكان الفلسطينيين؛ نحو 1.3 مليون شخص، فرّ أغلبهم من شمال القطاع بسبب الهجوم الإسرائيلي...
ومع ذلك، فإنه يبدو أن هناك فشلاً فكرياً، سواء في التقديرات الإسرائيلية أم في الآمال الأميركية. ومن دون التقليل من أهمية الإنجازات العملانية للجيش الإسرائيلي الذي يقاتل بنية تحت الأرض بحجم لم يسبق لأي جيش في العالم أن واجهها، فإن «حماس» لم تُهزم في القطاع، وأبرز دليل على ذلك مساعيها لاستعادة شمال القطاع، على الأقل على الصعيد المدني.
ويشكّل هذا مشكلة أيضاً لإدارة بايدن؛ إذ عندما ترسم واشنطن التسوية المستقبلية في القطاع في اليوم التالي للحرب، فهي تبني مستقبل القطاع من دون «حماس». لكن من هو الطرف العربي أو الفلسطيني الذي سيقبل الاضطلاع بدور أمني في القطاع، بينما زعماء «حماس» وآلاف العناصر فيها لا يزالون في الصورة؟

المصدر: هآرتس