صحافة أجنبية

23 شباط 2024 12:11ص من إعلام العدو: كيف ننهي الحرب في غزة والتصعيد في الشمال، ومتى؟

حجم الخط
غيورا آيلاند

وجّه الموقع هذا السؤال إلى غيورا إيلاند: كيف تنظر إلى استمرار الحرب في غزة والتصعيد في الشمال؟  فأجاب:
إذا استمرت الحرب في غزة شهوراً طويلة أُخرى، كما يقول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أو سنة، كما تقدّر أطراف أُخرى، فمن المؤكد أن حرباً شاملة ستقع بين إسرائيل وحزب الله في الشمال. في الوضع الذي وصلنا إليه، هناك ترابُط قوي بين الساحات. لماذا ستنشب حرب في الشمال؟ الأمر الأول، لأن المقصود هو تطور طبيعي، بعد التصعيد الذي نشهده كل يوم. حتى لو لم يحدث تصعيد شامل، لقد سمعنا رؤساء مجالس المستوطنات في الشمال يحذّرون من عدم قدرتهم على البقاء في مستوطناتهم ما دام الوضع على حاله. لذلك، هم سيدفعون حكومة إسرائيل إلى اتخاذ قرار شن حرب على لبنان.
في المقابل، إذا انتهت الحرب في غزة، ففي رأيي، هناك فرصة لا بأس بها في التوصل إلى تسوية سياسية تمنع نشوب حرب في لبنان، على الأقل هذه السنة. وفي رأيي، هذه مصلحة إسرائيلية. لذلك، يجب علينا العودة إلى السؤال المركزي حالياً: كيف ننهي الحرب في غزة، ومتى ؟
يمكن أن نتصرف، الآن، وفق مبدأ واحد: الصحيح حتى اليوم، أن إسرائيل تحتفظ، ليس لوقت طويل، ربما لمدة سنة، بمفتاح  استمرار الحرب في غزة، استمرارها، أو توقّفها. بينما العالم كله، «حماس» من جهة، وحزب الله من جهة ثانية، ومصر والأردن، وصولاً إلى الرئيس بايدن، الكل بحاجة شديدة إلى إنهاء الحرب. وبما أننا نملك هذا الرصيد، ونحن مَن يقرر طرحه على الطاولة، فإننا نستطيع المطالبة بأثمان مرتفعة جداً في مقابله. وليس هناك ما يضمن أننا قادرون على طرح هذه المطالب، بعد بضعة أسابيع أو أشهر. وهناك حدود أيضاً لعدد المرات التي تستطيع فيها الولايات المتحدة استخدام الفيتو في مجلس الأمن لمصلحتنا. لذلك، الآن، هو وقت الحصول على الحد الأقصى في مقابل هذا الرصيد.
يجب أن تتضمن الخطة الإسرائيلية خمس مراحل، تُنفّذ بصورة تدريجية: وفقط في المرحلة الثالثة، تأتي مرحلة نهاية الحرب وخروج الجيش الإسرائيلي من غزة. في المرحلة الأولى، يجب عودة كل المخطوفين خلال جدول زمني قصير لا يتجاوز العشرة أيام، في مقابل إطلاق عدد «معقول» من الأسرى الفلسطينيين. المرحلة الثانية، وهي المشكلة الأساسية التي لم يتم حلّها، رفح. وليس علينا حلّها بواسطة قواتنا.
في رأيي، من خلال تحرُّك صحيح، يمكن أن نتوقع من المصريين أن يطلبوا من الكتائب الأربع الموجودة في رفح تسليم سلاحها. تملك مصر نفوذاً كبيراً في رفح، بعكس مناطق أُخرى. ولست متأكداً مما إذا كانت الكتائب الموجودة هناك تتمتع بروح قتالية كبيرة. فإذا كان لديها فرصة لتسليم سلاحها لمصر بطريقة مشرّفة، فيمكننا تفكيك هذا اللغم بهذه الطريقة. كتائب «حماس» في رفح لن تستسلم للجيش الإسرائيلي، لأن هذا الأمر صعب ومهين، في نظرها. وهم يتخوفون من الثمن الشخصي الباهظ الذي سيدفعونه. في إمكان المصريين دفعهم إلى الاستسلام إذا جرى إطلاق سراح كل هؤلاء الأشخاص بعد تسليم سلاحهم وعتادهم العسكري لمصر. وطبعاً، إذا كان هناك أنفاق فسيُعثر عليها. ومن مصلحتنا ترسيخ مصر سلطة حقيقية في هذه المنطقة. وبالنسبة إلى الرئيس المصري، فسيظهر أن الحرب انتهت بفضله هو فقط، كما يرغب العالم كله.
بعدها، تبدأ مرحلة إنهاء الحرب وخروج القوات الإسرائيلية، لأن التهديد العسكري الحقيقي من قطاع غزة انتهى عملياً. وهناك المرحلة الرابعة، التي  تتعهد فيها قطر عدم تزويد «حماس» بالعتاد والمال.
في تقديري، عندما يجري تفكيك كل البنى التحتية في غزة، وإذا لم يدخل إليها مال قطري، أو من مصدر آخر، فلن تتمكن «حماس» من الاستمرار في السيطرة، أو مواصلة إنتاج السلاح. وإذا جرى، في موازاة ذلك، حوار مع دول عربية وأطراف أُخرى، وكذلك مع السلطة الفلسطينية، لكن برعاية المجتمع الدولي، فيمكن إنشاء بديل من «حماس». عموماً، يسقط النظام عند وجود بديل منه، والصحيح أنه حتى اليوم، لا يوجد بديل من «حماس». إن وجود غزة منزوعة السلاح، ومن دون أموال قطرية، مع بديل يتعهد إعادة إعمار القطاع، في مقابل نزع سلاحه، يمكن أن يؤدي إلى انهيار سلطة «حماس» بصورة أنيقة، لكن هذا سيستغرق عدة أشهر.
وهنا تأتي المرحلة الخامسة، الحوار الذي يجب أن تُجريه إسرائيل مع دول أُخرى، والذي يجب ألّا يكون حواراً بشأن التطبيع مع السعودية، ولا بشأن الدولة الفلسطينية، بل من أجل الاتفاق على كيفية تطبيق مبدأ «إعمار في مقابل نزع السلاح» في غزة. إذ تقتضي مصلحتنا عدم وجود سلاح في غزة.
هذه الخطة بمراحلها الخمس ستكون مقبولة من 90% من دول العالم. وهذه العملية يمكن أن تتحقق خلال بضعة أسابيع، وهي ستحول دون نشوب حرب في الشمال، وأيضاً دون نشوب انتفاضة محتملة في الضفة الغربية. وفي رأيي، هذه هي الاستراتيجيا التي تحتاج إليها دولة إسرائيل حالياً.

المصدر: قناة N12
إعداد م.د.ف