بيروت - لبنان

اخر الأخبار

صحافة أجنبية

16 آذار 2024 12:00ص من إعلام العدو .. هدفان لتهديدات نتانياهو في رفح وجنوب لبنان

حجم الخط
عاموس هرئيل

القتال في القطاع في هذه الأيام في وضع الانتظار. المعركة الأساسية تدور في وسط القطاع، في حي حمد. الحي الذي بنته قطر في شمال غربي خانيونس، والذي دخل إليه الجيش الإسرائيلي قبل أسبوعين. في غضون ذلك، جرت عمليات توغُّل عسكري محدود في شمال القطاع، حيث قُتل مئات المسلحين من «حماس». لكن حتى الآن، لا يبدو أن هذا له تأثير كبير في كسر إرادة الحركة بشأن مواصلة القتال، حتى لو كان المقصود أطراً عسكرية صغيرة. يدور القتال هناك في موازاة جهد دفاعي إسرائيلي يتركز على الضفة الغربية وخط التماس، على خلفية رمضان، بالإضافة إلى التوتر الكبير بشأن ترتيبات دخول المسلمين للصلاة في المسجد الأقصى.
أمس، أورد الموقع الإخباري الأميركي بوليتيكو أن إدارة بايدن تدرس تأييد عملية إسرائيلية في منطقة رفح، بشرط أن تكون عملية مركزة ومحدودة، وأن تمتنع من احتلال المدينة كلها. جاء هذا بعد الكلام العلني للرئيس الأميركي جو بايدن، والذي حذّر فيه إسرائيل من عملية غير ملائمة في رفح، وطالبها بالتعهد بعدم المسّ بأكثر من مليون مواطن فلسطيني تغص بهم رفح.
من غير المؤكد أنه توجد طريقة تتيح ضرب قدرات «حماس» في رفح فعلياً، من دون احتلالها. وفي كل الأحوال، وبعكس التصريحات الإسرائيلية الرسمية، يبدو أن الجيش ليس لديه القدرة على القيام بعملية في رفح الآن، فإجلاء السكان يتطلب أسابيع كثيرة، وكما سبق أن ذكرنا، فإن هذا يتطلب قوات كبيرة من الجيش، يجب أن تأتي من القوات النظامية غير المنتشرة حالياً في الجنوب، ومن سلاح الاحتياطيين الذين تم تسريح أغلبيتهم، وعادوا إلى منازلهم.
إن الإنجاز العسكري الأساسي في الفترة الأخيرة لا يزال موضع شك. اغتيال مروان عيسى، الشخصية الثالثة في التسلسل الهرمي في قيادة «حماس» في القطاع، والذي يبدو أنه قُتل في قصف لسلاح الجو الإسرائيلي على مخيم النصيرات في مطلع الأسبوع، ليس لدى الاستخبارات الإسرائيلية معلومات مؤكدة بشأنه، من هنا، يدور الحديث حول الموضوع بحذر.
التغيّر المركزي الذي طرأ هذا الأسبوع، يتعلق بالمساعدات الإنسانية التي توسعت بصورة كبيرة، بضغط أميركي؛ وبإملاءات من الولايات المتحدة، سمحت إسرائيل بإنزال مساعدات من الجو، وحالياً، عبر ممر شحن بحري يمكن أن يُدشن في الشهر المقبل، مع إقامة رصيف بحري أميركي على الشاطىء الشمالي للقطاع. العميد هغاري قال هذا الأسبوع في حديث مع المراسلين الأجانب، إن إسرائيل تنوي «إغراق القطاع بالإمدادات». في المقابل، حاول وزير الدفاع يوآف غالانت الدفع قدماً بخطوة تتيح تدخُّل السلطة الفلسطينية، أو عناصر من «فتح» في القطاع، في عملية تلقّي المساعدات في شمال القطاع، إذ أصبحت سيطرة «حماس» ضعيفة نسبياً. لكن رئيس الحكومة يُفشل الخطوة.
لم تُحرز المفاوضات بشأن صفقة المخطوفين تقدماً مهماً هذا الأسبوع. لكنها ليست متوقفة تماماً. لقد فوّت الأميركيون التاريخ الذي وضعوه في بداية شهر رمضان في 11 آذار/مارس، وهم يلقون التهمة على تعنُّت «حماس»... لكن ما زال لدى الأميركيين أداتان يمكنهم استخدامهما في الضغط على «حماس»، من خلال الوسيطَين القطري والمصري. قطر تستضيف قيادة «حماس» في الخارج، وتدفع الأموال في القطاع؛ ومصر تسيطر على معبر رفح، وأيضاً على الأنفاق التي حُفرت تحت الحدود. من المحتمل أن يؤدي استخدام هاتين النقطتين للضغط إلى تراجُع معارضة «حماس» لصفقة يمكن التوصل إليها خلال شهر رمضان.
تهديد نتنياهو المتكرر بالقيام بعملية في رفح يخدم هدفين. هدف معلن يتعلق بصفقة المخطوفين، ربما يخلق تخوف المصريين والأميركيين والفلسطينيين من اقتحام الجيش الإسرائيلي لرفح  هامشاً من المرونة من أجل التوصل إلى صفقة. لكن في الوقت عينه، نتنياهو يحاول كسب الوقت، فالانشغال الكبير بمسألة اقتحام محتمل لرفح يُبعد نهاية الحرب، ويضع جانباً النقاش العام والسياسي للتحقيق في التقصيرات التي سمحت بهجوم 7 أكتوبر «الإرهابي».
مناورة محدودة في لبنان
تحت غطاء التراجع النسبي للمعارك في غزة، تزيد إسرائيل في الضغط العسكري على حزب الله في لبنان. ففي مطلع الأسبوع، شنّت إسرائيل هجمات على منطقة البقاع الواقعة على بُعد 90 كلم عن الحدود، واستهدفت عدداً من المواقع العسكرية للحزب. لا تزال إسرائيل تتحرك تحت عتبة الحرب الشاملة، وتسمح لحزب الله بدرس رده بصورة تمنع نشوب مواجهة كبيرة. ومع ذلك، فإن هامش المناورة للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بدأ بالتقلص. ومن الممكن التقدير أنه في النقاشات بينه وبين الإيرانيين، بات يُطرح، أكثر فأكثر، سؤال: أليس من الأفضل أن يفرض حزب الله مسار الأحداث، بدلاً من انتظار القرار الإسرائيلي بشأن شن الحرب.
كتب المحلل السياسي في معهد كرنيغي مايكل يونغ في موقع صحيفة «الاتحاد» التي تصدر في الإمارات، مقالاً قال فيه إن الهجوم «الإرهابي»، الذي شنته «حماس» على مستوطنات الغلاف، كان كارثياً بالنسبة إلى القطاع. وفي رأيه، إذا استكملت إسرائيل احتلال القطاع، فإن «حماس» ستفشل في تحقيق هدف تقويض التطبيع بين إسرائيل والسعودية، ويعتقد يونغ أن السنوار كان يسعى لتعزيز مكانة «حماس» في المنافسة مع السلطة الفلسطينية، وتقوية موقعه الخاص في الصراع الداخلي على القوى في قيادة «حماس».
وبشأن لبنان، كتب يونغ أن قرار حسن نصر الله الانضمام إلى المعركة، جزئياً، أدى إلى إلحاق الأذى بالقرى في الجنوب اللبناني، وقتل العشرات من المواطنين اللبنانيين، والمئات من مقاتلي حزب الله. فهل هناك ما يبرر هذا الثمن؟ وفقاً ليونغ، حزب الله يدفع ثمناً غالياً من أجل المحافظة على مظهر وحدة الساحات في محور المقاومة ضد إسرائيل. وإيران هي الرابحة من ذلك، لكن أذرعها العربية تضررت. لقد تبين أن وحدة الساحات هي استراتيجيا تشكل خطراً على لبنان. وبحسب كلام يونغ: «لا يوجد هدف حقيقي، باستثناء عرض للقوة الإيرانية، ونصر الله يدرك ذلك. لقد أصبح كلٌّ من «حماس» وحزب الله أسيرَي المواجهات التي يخوضانها. والمسار الوحيد للخروج من ذلك، هو العودة إلى الوضع القائم  قبل الحرب، عندها، سيتساءل مؤيّدو التنظيمَين: هل هناك ما يبرر كل هذه التضحيات؟».
المصدر:هآرتس
اعداد: مؤسسة الدراسات الفلسطينية