بيروت - لبنان

29 آذار 2024 12:53ص نتنياهو منشغل بمعركة رفح.. وإعدامات النازحين تشغل العالم

محكمة العدل الدولية تأمر إسرائيل بفتح المعابر وتقديم الإغاثة فوراً

امرأة فلسطينية تبكي أقارب لها استشهدوا في غزة امرأة فلسطينية تبكي أقارب لها استشهدوا في غزة
حجم الخط
في اليوم الـ174 للحرب الاسرائيلية الاجرامية علي غزة، انشغل رئيس «كايبنت الحرب» بنيامين نتنياهو، بالتحضير لغزو رفح، وسط إقدام جنوده باعدام اكثر من 200 فلسطيني من النازحين الى داخل مجمع الشفاء الطبي، كما تم اعتقال نحو ألف أخرى.
يأتي ذلك في وقت أصدرت فيه محكمة العدل الدولية تدابير جديدة تأمر إسرائيل باتخاذ الإجراءات اللازمة والفعالة للتعاون مع الأمم المتحدة بلا تأخير، وتضمن توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية بشكل عاجل دون عوائق على نطاق واسع، وزيادة قدرة وعدد نقاط العبور البرية إلى قطاع غزة وإبقائها مفتوحة لأطول مدة ضرورية.
ومع استمرار المعارك في قطاع غزة، أعلن الاحتلال إصابة 8 جنود خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع بذلك عدد مصابيه منذ بداية الحرب في السابع من تشرين الأول الماضي إلى 3160 مصابا.
وأمر قضاة محكمة العدل الدولية إسرائيل يوم امس بالإجماع باتخاذ كل الإجراءات الضرورية والفاعلة لضمان دخول إمدادات الغذاء الأساسية لسكان غزة دون تأخير.
وقالت المحكمة إن الفلسطينيين في غزة يواجهون ظروف حياة صعبة في ظل انتشار المجاعة.
وقال القضاة:«تلاحظ المحكمة أن الفلسطينيين في غزة لم يعودوا يواجهون فقط خطر المجاعة … بل إن هذه المجاعة قد ظهرت بالفعل».
وطلبت جنوب أفريقيا هذه الإجراءات الجديدة كجزء من قضيتها المستمرة التي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة.
أكد المفوض الأممي فولكر تورك أن الوضع في قطاع غزة قد يرقى إلى جريمة حرب، مشددا على أن إسرائيل مسؤولة بشكل كبير عن الوضع في القطاع.
وأضاف تورك أن هناك أدلة منطقية على أن إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح في قطاع غزة.
وفي التطورات الميدانية، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن الجيش بدأ الاستعدادات لشن عملية برية في رفح، في حال انهارت مفاوضات إطلاق سراح الرهائن في غزة.
وأشارت القناة إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ باتخاذ خطوات فعلية منها «عزل المدينة وإجلاء المدنيين ووضع خطة للتعامل مع الأنفاق، ومهاجمة غرف القيادة والمنازل التي يتحصن بها قادة حماس وتصفية عناصر الحركة».
وأضافت القناة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمر بشراء 40 ألف خيمة من الصين، لاستخدامها في إنشاء مخيم للنازحين في أماكن محددة في قطاع غزة، تمهيداً للاجتياح البري.
تأتي هذه الاستعدادات بالتزامن مع تنسيق وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، للعملية العسكرية في رفح مع نظرائه في واشنطن، بحسب القناة 12 الإسرائيلية.
في غضون ذلك، أسفرت الضربات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة عن مقتل ما لا يقل عن 76 شخصا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وفق وزارة الصحة في غزة.
وأكد الجيش الإسرائيلي قصف «عشرات الأهداف» التي وصفها بأنها «أنفاق ومجمعات عسكرية وبنية تحتية إرهابية».
وقال الجيش إنه يواصل عملياته في خان يونس، ولا سيما منطقة مستشفى الأمل الذي أغلقه بعد إخلائه من الموظفين والمرضى. وأفاد مراسل وكالة الانباء الفرنسية أن الجيش يواصل شن غاراته الجوية على رفح.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن المعلومات المتوفرة لديه تفيد بأن جنود الاحتلال الإسرائيلي أعدموا أكثر من 200 فلسطيني من النازحين الموجودين داخل مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، واعتقلوا نحو ألف آخرين.
وأكد أن جنود الاحتلال يهددون الطواقم الطبية والنازحين داخل المجمع بقصف وتدمير المباني فوق رؤوسهم أو الخروج للتحقيق والتعذيب أو الإعدام.
وقال مدير المكتب الإعلام الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة إن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يسيطر ويحتل مجمع الشفاء ويقتل الفلسطينيين ويدمر المنازل المحيطة به، ويعتقل مئات من المرضى والجرحى والنازحين، ويمارس التحقيق والتعذيب والتجويع بحقهم.
وارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى أكثر من 32 ألف قتيل، وأصيب نحو 75 ألف بجروح، معظمهم من الأطفال والنساء، بحسب وزارة الصحة في غزة.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي  عن مقتل جندي في معارك جنوبي القطاع، لترتفع بذلك حصيلة قتلاه إلى 597 منذ بداية الحرب على غزة، و253 منذ بدء العملية العسكرية البرية على القطاع.
 واشتبكت قوات إسرائيلية ومقاتلون فلسطينيون عن قرب في محيط مستشفى الشفاء في غزة يوم امس، وقال الجناحان العسكريان لحركتي المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والجهاد الإسلامي إنهما هاجما قوات ودبابات إسرائيلية بصواريخ وقذائف هاون.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه واصل العمليات في محيط مجمع المستشفى بمدينة غزة بعد اقتحامه منذ أكثر من أسبوع. وأضاف أن القوات قتلت نحو 200 مسلح منذ بدء العملية «مع تفادي إلحاق الأذى بالمدنيين والمرضى والفرق الطبية والمعدات الطبية».
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تديره حماس إن جرحى ومرضى محتجزون داخل مبنى إداري في مجمع الشفاء غير مجهز لتقديم الرعاية الصحية. وأضافت أن خمسة مرضى توفوا منذ بدء الاقتحام الإسرائيلي بسبب نقص الغذاء والمياه والرعاية الطبية.
وأظهرت لقطات لم يتم التحقق منها١ تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي وحدة الجراحة وقد تحولت إلى اللون الأسود بسبب النيران ووحدات سكنية مجاورة تشتعل فيها النيران أو مدمرة.
وقال الجناحان العسكريان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في بيان «قصفنا بوابل من قذائف الهاون تجمعات لجنود العدو في محيط مجمع الشفاء غرب مدينة غزة» في عملية مشتركة.
وذكرت حركة الجهاد الإسلامي في بيان آخر أنها استهدفت دبابة إسرائيلية بصاروخ مضاد للدبابات خارج المستشفى. وقال الجيش الإسرائيلي إن مسلحين أطلقوا النار على قواته من داخل وخارج مبنى الطوارئ.
وقالت وزارة الصحة في القطاع يوم امس إن ما لا يقل عن 32552 فلسطينيا قتلوا وأصيب 74980 آخرين في الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.

ويُعتقد أن آلاف القتلى مدفونون تحت الأنقاض وأن أكثر من 80 بالمئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قد نزحوا عن ديارهم، ويحيق خطر المجاعة بالكثيرين منهم.
قال سكان إن القوات الإسرائيلية واصلت حصار مستشفى الأمل ومستشفى ناصر في خان يونس، كما تعرضت عدة مناطق أخرى جنوب مدينة غزة لهجمات إسرائيلية.
وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن القوات الإسرائيلية أطلقت سراح سبعة من طاقمها اعتقلوا خلال مداهمة مستشفى الأمل في التاسع من فبراير شباط بعد أن قضوا 47 يوما في السجون الإسرائيلية.
وقال الهلال الأحمر في بيان إن مدير الإسعاف والطوارئ في قطاع غزة محمد أبو مصبح كان من بين المفرج عنهم.
وأضاف البيان أن القوات الإسرائيلية لا تزال تعتقل ثمانية أفراد من طواقم الجمعية.
وذكرت إسرائيل أن جنودا من قواتها الخاصة اعتقلوا عشرات المسلحين الفلسطينيين في منطقة الأمل وعثروا على متفجرات وعشرات من بنادق الكلاشنيكوف.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن مستشفى الأمل توقف عن العمل نتيجة القتال، ولم يتبق سوى عشرة مستشفيات تعمل جزئيا من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة.
وكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس في منشور على موقع التواصل الاجتماعي إكس يوم الخميس «مجددا، تطالب منظمة الصحة العالمية بوقف فوري للهجمات على المستشفيات في غزة، وتدعو إلى حماية الطواقم الطبية والمرضى والمدنيين».
وفي رفح حيث نزح أكثر من مليون شخص، قال مسؤولو الصحة إن غارة جوية إسرائيلية على منزل أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص وعدة إصابات.
نتنياهو: أدير المفاوضات بنفسي لاستعادة الرهائن
في الاثناء، أفادت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) امس أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات جنود محتجزين في غزة أن إسرائيل «تستعد لدخول رفح» ولن تترك أحدا من جنودها هناك.
ونقلت الصحيفة عن بيان لمكتب نتنياهو قوله إن الضغط العسكري فقط هو الذي سيضمن تحرير المحتجزين.
وأوضح «استمرار الضغط العسكري، الذي نمارسه وسنظل نقوم به، هو ما يضمن عودة الجميع».
وقال نتنياهو لعائلات المحتجزين:
واكد نتنياهو سيطرنا على شمال قطاع غزة وخان يونس وكل القطاع ونستعد لدخول رفح.
واضاف لدينا أصول إستراتيجية لحماس وهذا مفتاح آخر لاستعادة «الرهائن».
وشدد نتنياهو على انه يجب استخدام الأوراق بحكمة في المفاوضات التي أديرها بنفسي لاستعادة كل «الرهائن» لا بعضهم.
ولمس ، قالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن جلسة مجلس وزراء الحرب التي كان من المخطط أن تتناول صفقة تبادل الأسرى، أُلغيت إثر الأزمة السياسية المحيطة بقانون التجنيد.
من جانبها، ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت إ نرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نقل مناقشة الصفقة إلى الحكومة الموسعة حيث يوجد عدد أكبر من المعارضين لها.
وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن  نتنياهو طلب من المحكمة العليا مهلة 30 يوما إضافية للتوصل إلى إقرار قانون التجنيد المثير للجدل وذلك وسط تفاقم الخلاف حول تجنيد اليهود المتدينين (الحريديم) بين الأحزاب الدينية وعدد من الوزراء.
وفشلت الحكومة الإسرائيلية، في الأيام الأخيرة، في التوصل إلى صيغة مقبولة بشأن تجنيد الحريديم، مما يجعلهم ملزمين بالتجنيد بداية من الاثنين مطلع نيسان المقبل.
قالت هيئة البث الإسرائيلية إن أهالي الجنود المختطفين يجتمعون اليوم لأول مرة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وتقدر إسرائيل وجود نحو 134 أسيرا محتجزا في غزة، أعلنت حماس مقتل 70 منهم في غارات عشوائية إسرائيلية، في حين تعتقل إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف فلسطيني.
وفي الضفة الغربية، قالت أجهزة الطوارئ إن مسلحا فتح النار على سيارات في الضفة الغربية المحتلة  مما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل، من بينهم فتى يبلغ من العمر 13 عاما.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه أغلق الطرق في المنطقة المتاخمة لبلدة العوجا في غور الأردن في أعقاب البلاغات ويطارد المسلح.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن رجلا يرتدي زيا عسكريا فتح النار على السيارات المارة، وبينها حافلة مدرسية أصيب فتى على متنها يبلغ من العمر 13 عاما بشظايا، بينما أصيب رجلان آخران في سيارتين منفصلتين.
مصطفى يدعو لوقف إطلاق النار
ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن رئيس الوزراء محمد مصطفى شكل حكومة جديدة يوم الخميس يتولى فيها أيضا منصب وزير الخارجية ليجعل من وقف إطلاق النار على الفور والانسحاب الإسرائيلي من غزة أولوية قصوى.
وعُين مصطفى، وهو حليف للرئيس محمود عباس ورجل أعمال بارز، رئيسا للوزراء هذا الشهر مكلفا بالمساعدة في إصلاح السلطة الفلسطينية التي تمارس حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
وكُلف أيضا بقيادة عمليات الإغاثة وإعادة الإعمار في غزة التي دمرتها أكثر من خمسة أشهر من الحرب، كما يضطلع بمنصب وزير الخارجية ليحل محل رياض المالكي الذي شغل هذا المنصب منذ عام 2009.
وعيّن عباس، الذي ما زال في منصبه كرئيس أقوى شخصية في السلطة الفلسطينية، الحكومة الجديدة ليظهر الاستعداد لتلبية المطالب الدولية بتغيير الإدارة.
وقالت وفا إن عباس وافق على حكومة مصطفى التي عُين فيها الخبير المالي عمر البيطار وزيرا للمالية، ومحمد العامور، رئيس جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين، وزيرا للاقتصاد، لكنه أبقى على زياد هب الريح، رئيس المخابرات الداخلية السابق في السلطة الفلسطينية، وزيرا للداخلية.
وستضم الحكومة الجديدة أيضا وزير دولة لشؤون «الإغاثة» وهو باسل ناصر الكفارنة.
وقال مصطفى في بيان لمجلس الوزراء الموجه لعباس، إن الأولوية الوطنية الأولى هي وقف إطلاق النار على الفور في غزة والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع، إضافة إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية بكميات كبيرة ووصولها إلى كل المناطق.
وجاء في خطاب مصطفى الموجه لرئيس السلطة الفلسطينية «الأولوية الوطنية الأولى هي وقف إطلاق النار الفوري والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول بكميات كبيرة ووصولها إلى جميع المناطق وبشكل عاجل ودون تأخير من أجل تمكين إطلاق عملية التعافي والتحضير لإعادة الإعمار ووقف العدوان والنشاطات الاستيطانية ولجم إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية».