بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 آذار 2024 12:38ص نتنياهو يرضخ ويرسل الوفد إلى واشنطن.. وموافقة أميركية على عملية محدودة في رفح

الإحتلال يمنع النازحين من العودة إلى الشمال.. ويعترف بمقتل جندي وإصابة 22 عسكرياً بجراح

فلسطينيون يبحثون عن أقاربهم المفقودين على شاطئ بحر غزة فلسطينيون يبحثون عن أقاربهم المفقودين على شاطئ بحر غزة
حجم الخط
قبل ان يجف حبر قرار مجلس الامن الاخير، نُقل عن مصدر في الخارجية الاميركية ان عملية محدودة في رفح من شأنها ان تقضي على قادة «حماس» المتبقين.
ويأتي هذا الموقف، بعد اتصالات بين ادارة جون بايدن وحكومة بنيامين نتنياهو، ادت الى تراجع الاخير عن قراره بمنع وفد اسرائيلي من المغادرة الى واشنطن لبحث الموقف بالنسبة لعملية رفح التي يصر عليها رئيس الكابنيت (او مجلس الحرب) في اسرائيل.
وكشف مسؤول اميركي ان مفاوضات اطلاق الاسرى لم تتوقف تماماً بين اسرائيل وحماس، لكن جيش الاحتلال لا يوافق على عودة النازحين الى شمال غزة، وهذه عقدة جديدة من عقد المفاوضات.
الى ذلك، اعترف الناطق باسم الجيش الاسرائيلي بمقتل جندي خلال الـ24 ساعة واصابة 22 عسكرياً بجروح، بعضها خطير.
في اليوم الـ173 من الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، تواصل القصف الإسرائيلي لمناطق متعددة في القطاع، خصوصا في رفح، في حين اقتحمت قوات الاحتلال مجمع ناصر الطبي في خان يونس واعتقلت عددا من أفراد طواقمه الطبية والنازحين من فئة الشباب.
ويأتي ذلك بعد يوم استشهد فيه العشرات في قصف للاحتلال على محيط مجمع الشفاء ورفح ومخيمات النازحين في المواصي غرب خان يونس.
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق إنه «لا ثقة في رواية الاحتلال عن اغتيال الأخ القائد المجاهد مروان عيسى، والقول الفصل هو اختصاص قيادة كتائب القسام».
ويتبادل الطرفان الاتهامات بتعثر المفاوضات الجارية عبر وسطاء في الدوحة حول إقرار هدنة وتبادل الرهائن المحتجزين في غزة بمعتقلين فلسطينيين في إسرائيل.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم امس إن إلغاءه زيارة كان من المقرر أن يقوم بها كبار مساعديه لواشنطن هذا الأسبوع يهدف إلى توجيه رسالة لحماس بأن إسرائيل لن ترضخ للضغوط الدولية المتزايدة لوقف الحرب في غزة.
وقال في تصريحات مصورة خلال اجتماع مع السناتور الأميركي ريك سكوت الذي يزور إسرائيل «لقد كانت رسالة أولا وقبل كل شيء إلى حماس: لا تراهنوا على هذا الضغط، فهو لن يجدي».
وامس، قال مسؤول أميركي إن إسرائيل تريد تحديد موعد جديد لإرسال وفد إلى واشنطن للبحث في الهجوم المحتمل على رفح في قطاع غزة، بعد أيام من إلغاء زيارة إسرائيلية مقررة احتجاجا على قرار الأمم المتحدة المطالب بوقف إطلاق النار.
وأوضح المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية لوكالة الأنباء الفرنسية، طالبا عدم كشف اسمه، أن «مكتب رئيس الوزراء (الإسرائيلي بنيامين نتانياهو) قال إنه يرغب في تحديد موعد جديد للاجتماع المخصص لرفح. نحن ننسق معه الآن لتحديد موعد مناسب».
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن الوزارة لا تعتقد بأن المحادثات بين إسرائيل وحركة حماس بشأن الأسرى قد انتهت.
وأضاف أن واشنطن ترى أن هناك إمكانية لمواصلة السعي لإطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى حماس.
ورداً على سؤال للصحفيين عما إذا كانت عملية عسكرية محدودة في رفح يمكن أن تقضي على ما تبقى من قادة حماس، قال ميلر «نعم».
ورغم الدعوات لوقف إطلاق النار والضغوط الكبيرة على الجانبين للموافقة على وقف دائم لإطلاق النار، كشفت مصادر أميركية وإسرائيلية، أن الاجتماعات بين وزير الدفاع الإسرائيلي وكبار المسؤولين في البيت الأبيض والبنتاغون، لم تركز حول إيقاف العملية العسكرية الإسرائيلية المخطط لها في جنوب غزة، بل على كيفية حماية المدنيين أثناء بدء العملية.
إسرائيل تتلاعب بمعادلة تبادل الأسرى
من جهة اخرى،قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن مجلس الحرب الإسرائيلي عقد جلسة مساء  للتباحث في رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مقترح صفقة تبادل الأسرى، فيما تشير تقارير إسرائيلية إلى أن الخلاف الرئيسي يتركز حاليا على عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة. 
وقال مصدر مطلع على المفاوضات غير المباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل إن البيان الذي أصدرته الحركة ،  وأكد أن رد الاحتلال لم يستجب لأي من المطالب الأساسية للشعب الفلسطيني ومقاومته، جاء بعد تلقي الوسطاء ردا إسرائيليا سلبيا أكد أن حكومة بنيامين نتنياهو غير معنية بالتوصل لاتفاق يوقف العدوان ويؤدي لعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة.
وكشف المصدر أن النقطة الأساسية التي فجّرت المفاوضات هي إصرار إسرائيل على قصر عودة النازحين إلى شمال القطاع على النساء والأطفال وكبار السن، مع تأجيل عودة كل الفئات إلى المرحلة الثانية من المفاوضات.
وأشار المصدر إلى أن العرض الإسرائيلي الأخير أجرى تعديلا طفيفا في هذا البند عن العرض السابق، بإضافة كبار السن فقط، على عكس مطلب حماس بالعودة غير المشروطة للنازحين.
وكانت حماس قالت في بيانها، الاثنين، إنها أبلغت الوسطاء بأن الحركة «متمسكة بموقفها ورؤيتها التي قدمتها يوم 14 الجاري؛ لأن رد الاحتلال لم يستجب لأي من المطالب الأساسية لشعبنا ومقاومتنا: وقف إطلاق النار الشامل، الانسحاب من القطاع، عودة النازحين، وتبادل حقيقي للأسرى».
وقال المصدر المطلع على المفاوضات إن إسرائيل عادت للتلاعب في معادلة تبادل الأسرى، فعرضت الإفراج عن 10 أسرى فقط من أصحاب الأحكام العالية مقابل كل جندية تفرج عنها حماس، على أن تعرض إسرائيل لائحة محددة تختار منها الحركة، علما أن مطلب حماس كان الإفراج عن 50 أسيرا، منهم 30 من أصحاب الأحكام العالية، و20 من المؤبدات، بحيث تحدد المقاومة أسماءهم.وفي وقت سابق من اليوم، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل ما زالت مستمرة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، رغم أنباء عن استدعاء تل أبيب وفدها المفاوض من العاصمة القطرية الدوحة.
وقال مصدر أجنبي للهيئة إن نقطة الخلاف الرئيسية تتمحور حول عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، لكن لا يزال بالإمكان التوصل إلى تسوية.
قصف عنيف لرفح يثير المخاوف من احتمال بدء هجوم بري
ميدانيا،  قصفت إسرائيل ثلاثة منازل على الأقل في رفح ليل الثلاثاء مما أثار مخاوف جديدة بين أكثر من مليون شخص يحتمون بالملاذ الأخير لهم في الطرف الجنوبي لقطاع غزة من احتمال شن هجوم بري تلوح به إسرائيل منذ فترة.
وقال مسؤولو الصحة إن 11 شخصا من عائلة واحدة قتلوا في الضربات الجوية.
وذكر موسى ضهير وهو ينظر لأعلى بينما كان الجيران يساعدون عامل طوارئ في إنزال ضحية في كيس أسود من الطابق العلوي، أنه استيقظ على الانفجار وقبل ابنته المذعورة وهرع إلى الخارج ليجد الدمار. وكان والده (75 عاما) وأمه (62 عاما) من بين القتلى.
وقال:«أنا مش عارف إيش أسوي، مش عارف إيش بدي أقول، حتى الآن مش مستوعب الموضوع، أبوي وأمي، صحابي فوق قاعدين نازحين عندي جايين من (مدينة) غزة… وفجأة بين يوم وليلة غبرة راحت (اختفوا مثل الغبار)، شردوا من موت اجوا لموت».
وفي موقع انفجار آخر، قال جميل أبو حوري إن تكثيف الضربات الجوية هو وسيلة إسرائيل لإظهار استخفافها بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 32 ألف فلسطيني قتلوا في الهجوم الإسرائيلي على القطاع الذي تسيطر عليه حماس، ويعتقد أن آلافا آخرين قتلوا لكن لم يتم انتشالهم من تحت الأنقاض. وبدأت الحرب بعد أن هاجم مقاتلون من حماس إسرائيل في السابع من تشرين الأول، وتقول الإحصاءات الإسرائيلية إن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف 253 رهينة.
وإلى الشمال من رفح مباشرة، أبقت القوات الإسرائيلية المستشفيين الرئيسيين في خان يونس، مستشفى الأمل ومستشفى ناصر، تحت الحصار الذي فرضته الأسبوع الماضي. وفي شمال قطاع غزة، ما زالت القوات تواصل العمليات في محيط مجمع الشفاء، أكبر مستشفى في القطاع، والذي اقتحمته قبل أكثر من أسبوع.
وتقول إسرائيل إن مقاتلي حماس يستخدمون المستشفيات الثلاث، وهو ما تنفيه حماس والطواقم الطبية. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل واعتقل مئات المقاتلين في محيط مستشفى الشفاء. وتقول حماس إنه تم اعتقال مدنيين ومسعفين.
وذكرت وزارة الصحة في غزة إن الجرحى والمرضى محتجزون داخل قسم الموارد البشرية غير المجهز لتقديم الرعاية الصحية لهم.
وقال سكان يعيشون في مناطق قريبة إنهم يسمعون انفجارات في مجمع الشفاء وما حوله وإن أعمدة من الدخان تتصاعد من المباني داخل المنشأة الطبية.
وقال محمد جمال (25 عاما) الذي يعيش على بعد كيلومتر واحد من مجمع الشفاء، عبر تطبيق للتراسل على الهاتف المحمول «منطقة حرب، هاد التوصيف للي بيصير حوالين مستشفى الشفا».
وأضاف:«أصوات الانفجارات ما بتتوقف وبنشوف أعمدة دخان متصاعدة من مباني داخل الشفا، وما في حدا بيقدر يتحرك في المكان لإنه في قناصة إسرائيليين فوق أسطح العمارات».
وفي الضفة الغربية المحتلة التي شهدت تزايدا في إراقة الدماء تزامنا مع الحرب في غزة، قالت وزارة الصحة الفلسطينية يوم الأربعاء إن ثلاثة فلسطينيين قتلوا وأصيب أربعة بنيران إسرائيلية في مداهمة خلال الليل بمدينة جنين.
لقاء بين رئيسي وهنية في طهران

وفي طهران ، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال لقائه رئيس المكتب سي لحركة (حماس) إسماعيل هنية بطهران، إن الأحداث الأخيرة بغزة فضيحة لأميركا ودول الغرب الداعمة لإسرائيل.
وأضاف رئيسي أن العالم أصبح يدرك أن إسرائيل مصدر زعزعة الأمن بالمنطقة.
بدوره، قال هنية إن عملية طوفان الأقصى حققت إنجازات غير مسبوقة للشعب الفلسطيني.

          تظاهرات في الأردن 
وفي عمان ، قال شهود وسكان امس  إن شرطة مكافحة الشغب الأردنية اعتدت بالضرب واعتقلت عشرات المتظاهرين الذين حاولوا السير نحو السفارة الإسرائيلية الخاضعة لحراسة مشددة في العاصمة عمان.
وتجمع أكثر من ألفي متظاهر، في اليوم الثالث من المظاهرات التي تخللها اشتباكات، بعدما صدت الشرطة بالهراوات مئات المحتشدين الغاضبين الذين كانوا يسعون لاقتحام مجمع السفارة في حي الربيع الراقي في عمان.
والسفارة الإسرائيلية، حيث يتجمع المتظاهرون يوميا، منذ فترة طويلة نقطة جذب للاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في أوقات تصاعد العنف بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وردد العديد من المتظاهرين هتافات مؤيدة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وتشعر السلطات الأردنية بالقلق من أن حملة القصف الإسرائيلية على غزة يمكن أن تزيد من شعبية حركة حماس بين العديد من الأردنيين.
وهتف المتظاهرون «سيري سيري يا حماس.. كل بلادي مع حماس».