بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 كانون الثاني 2024 12:00ص «آدمي»

حجم الخط
أول مسؤول في تاريخنا كشف عن ذمته المالية على الملأ وللأمة، هو سيدنا علي بن أبي طالب، قال: أتيتكم بجلبابي هذا وثوبي هذا، فإن خرجت بغيرهن فأنا خائن. وقال: إذا أنا خرجت من عندكم بغير راحلتي، ورحلي وغلامي فلان، فأنا خائن.
الرئيس جمال عبد الناصر كان «آدمي»، والرئيس فؤاد شهاب كان «آدمي»، والرئيس شارل حلو كان «آدمي»، والرئيس إلياس سركيس كان «آدمي»، والرئيس رفيق الحريري كان «آدمي»، والرئيس سعد الحريري كان «آدمي»...
لكن هذا لا يشفع لعهد الرئيس ناصر أن مراكز القوى والمخابرات العامة عاثت فساداً وبطشت بالمعارضين واضطهدتهم وأذلّتهم.
ولا يشفع لعهد الرؤساء شهاب وحلو وسركيس ما فعله المكتب الثاني وحُكم الدكتيلو من تدخّلات ومخازٍ.
ولا يشفع للرئيسين الحريري ما قامت به زمرة المنتفعين المحيطة بهما من أعمال سمسرة وفحش واستغلال المال العام.
ونحن إذ نذكر هؤلاء القادة الأوادم، فهذا على سبيل المثال لا الحصر.
خلاصة الأمر، سواء لمن يعمل في الدائرة الضيّقة للقادة والزعماء أو في محيطهم الأوسع، أو كان من عامة الناس، أن يُدرك بكل وضوح أن القادة والزعماء ليسوا آلهة معصومين منزّهين، وأنهم بشر يُصيبون ويُخطئون، وأن الإساءة الأكبر قد لا تصدر عنهم مباشرة وشخصياً بل من المحيطين بهم، لكنهم كقادة يبقون مسؤولين عنهم، فلا تنصّل من المسؤولية ولا تبرير ولا أعذار.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : «كلكم راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيته».