بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 نيسان 2024 12:01ص عين غزة والضفة على الحراك الشعبي الأميركي

تقدم مصري على حساب الدور القطري

حجم الخط

خرجت الوساطة المصرية لإنهاء العدوان على غزة من تحت الرماد بعد أسابيع على شبه فقدان للأمل من تحقيق خرق في المفاوضات.

يأتي هذا بعد فيتو إسرائيلي على أي مسعى قطري واتهام الدوحة بدعم حركة "حماس".. حتى تجميد هذا المسعى فعليا.

وبينما يعلم متطرفو الحكومة الإسرائيلية بأن لا إمكانية لإزاحة قطر، فإنهم يحاولون الإبقاء على الحد الأدنى مع المصريين ما يفسر التقدم المصري إلى الواجهة، في موازاة توفير مرونة أكثر للوفد الإسرائيلي تحت عنوان إعطاء صلاحيات للوفد.

ومع ليونة حمساوية وسط ضغط أميركي على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لا تُطالب الحركة بإطلاق العدد المطلوب سابقا البالغ 40 من الأسرى نساء وأطفالا ومرضى ومجندات، وستُطالب إسرائيل بهدن متتالية لأسابيع على طريق ثم تبادل شامل في المستقبل..

طبعا يبقى موضوعا وقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال هما الأهم، لكن الجهود المصرية بضغط أميركي هي لإزاحة الإسرائيليين عن وسط القطاع، أي القوة العسكرية على مفترق نتساريم وصلاح الدين، ليأتي وقف إطلاق النار غير المعلن الذي يعمل عليه الأميركيون من دون إجبار نتنياهو على توقيعه علنا، مع إدخال المساعدات وتعزيزها تمهيدا للمعضلة الكبيرة وهي بحث مستقبل غزة، أي "اليوم التالي".

تحت هذه العناوين ثمة موضوعات كثيرة لا تعتبر تفاصيل في المفاوضات وتكمن فيها مطبات كبرى وتتطلب وقتا، هذا إذا افترضنا القبول الإسرائيلي كون مصادر فلسطينية في غزة تشكك في هذا الأمر وتحتفظ بتقدير متشائم يذهب إلى التسليم باجتياح رفح تمهيدا ربما لتحريك كبير في الجبهة الشمالية مع لبنان!

إقتحامات الضفة.. والدور على لبنان؟

على كل ليس في الأداء الإسرائيلي ما يبشر بالخير، فالتحركات في الضفة الغربية كما حدث في مخيم نور شمس وما رافقها من دمار شمل نحو 500 منزلا ومتجرا، جزئيا أو كليا، تشير، حسب متابعين، إلى أن العدوان على الضفة مستمر في المستقبل وثمة عمل على اقتحامات أخرى لتصعيد النقمة الشعبية ضد المقاومين، وهو ما فشل حتى اللحظة، وأيضا في سبيل التحوط ضد 7 أكتوبر جديد في الضفة.

هذا الرأي الذي يقول باقتحام رفح يرى بأن أزمة نازحين كبرى تلوح في الأفق داخل غزة، ولكن أيضا في اتجاه مصر، وتحذر من دماء ستسيل هناك، لكن من دون تحقيق الإسرائيلي أهدافه حتى لو دمر أنفاقا وقتل مقاومين، إلا انه لن يدمر "حماس" ولن يستعيد الأسرى ولا حتى سيقضي على قيادات كبرى في الحركة، لذلك فإن تحريك جبهة الشمال يشكل إحتمالا قائما مع تعمد حرف الأنظار عنها في سبيل عملية استبقاية ضد"حزب الله"، حسب هؤلاء.

طبعا إنها وجهة نظر تقول أخرى موازية لها بتصاعد الضغط الأميركي في سبيل خطوات معينة ملموسة مهدت لها واشنطن بالعقوبات على كتيبة "نيتسح يهودا" في الجيش الإسرائيلي.

فحسب متابع للشأن الإسرائيلي فإن الممارسات الإسرائيلية باتت فاضحة جدا سواء للجيش أو للمستوطنين، في غزة كما في الضفة، والأهم هو ما يحدث من حراك شعبي في الولايات المتحدة، حيث النخب كما في الجامعات تعلي الصرخة لوقف الحرب، ما يشكل شبه انتفاضة توفر المشاركة اليهودية فيها زخما كبيرا لها.

وهنا يتوقف المتابعون أمام الرمزية الكبرى لهذا الحراك الذي يكبر ككرة الثلج.

إنتفاضة 1968

فهو يذكر بذلك الحراك المناهض لحرب فيتنام العام 1968، والذي اصطدم حينها بمؤتمر الحزب الديموقراطي في مدينة شيكاغو.

حينها أيضا ومع نقل الشاشات لما يحدث في فيتنام، جاء الاعتراض بعماد شبابي وسط غليان داخلي متعدد القضايا أبرزها حركة الحقوق المدنية وذوي الأصول الافريقية في مرحلة تخللها مقتل القيادي الكبير مارتن لوثر كينغ..

فهل تتدحرج كرة الثلج حتى انعقاد مؤتمر الحزب الديموقراطي المنوي عقده في شهر آب المقبل؟ وكيف سيكون رد فعل السلطات؟ ثم كيف سيؤثر كل ذلك على المعركة الرئاسية وحظوظ الرئيس الديموقراطي جو بايدن فيها؟