بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 كانون الأول 2023 12:01ص أقصى الممكن السياسي والدبلوماسي في وجه التعنّت الأميركي

حجم الخط
منذ 7 أكتوبر 2023 تاريخ عملية «طوفان الاقصى» يشنّ الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت 16 ألفا و248 شهيدا، بينهم 7112 طفلا و4885 امرأة، بالإضافة إلى 43 ألفا و616 جريحا.
وأمام هول المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في «غزة» بدعم وتبنّي أميركي واضح لم يجد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بدّ من توجيه رسالة غير مسبوقة إلى مجلس الأمن بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، محذّرا من مخاطرها على مستوى العالم، كما حذّر من أن النظام العام في القطاع يوشك أن ينهار بالكامل.
وقال غوتيريش في رسالته إن الحرب في غزة «قد تؤدي إلى تفاقم التهديدات القائمة للسلم والأمن الدوليين».
واعتمد الأمين العام على المادة 99 من الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة التي نادرا ما تستخدم والتي تخوّله «لفت انتباه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدّد حماية السلم والأمن الدوليين».
وقال «إننا نواجه خطرا شديدا يتمثل في انهيار المنظومة الإنسانية. الوضع يتدهور بسرعة نحو كارثة قد تكون لها تبعات لا رجعة فيها على الفلسطينيين وعلى السلام والأمن في المنطقة».
وأوضح «غوتيريش» في الرسالة التي وجّهها للدول الـ15 أعضاء المجلس - أنه «مع القصف المستمر من جانب القوات الإسرائيلية، ومع عدم وجود ملاجئ أو حد أدنى للبقاء، أتوقع انهيارا كاملا وشيكا للنظام العام، بسبب ظروف تدعو إلى اليأس، الأمر الذي يجعل تقديم مساعدة إنسانية مستحيلا، حتى لو كانت محدودة».
وأضاف «قد يصبح الوضع أسوأ مع انتشار أوبئة وزيادة الضغط لتحركات جماعية نحو البلدان المجاورة».
وأشار ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها أنطونيو غوتيريش بتفعيل المادة التاسعة والتسعين من الميثاق، منذ أن أصبح أمينا عاما للأمم المتحدة عام 2017.
إن مغزى الخطاب إن الأمين العام يُفعّل بذلك السلطة التي يمنحها له الميثاق فيما يمكن أن يُوصف بالخطوة الدستورية الكبرى. وإن تلك المادة تُعدّ أقوى أداة يمتلكها الأمين العام في إطار مـيثاق الأمم المتحدة.
وكانت دولة «الإمارات» وزّعت يوم الأربعاء باسم المجموعة العربية على أعضاء مجلس الأمن الدولي مشروع قرار مقتضب «يطالب بهدنة إنسانية فورية».
وذلك على وقْع تصاعُد المطالبات من جانب «الجامعة العربية» بفتح المزيد من المعابر الحدودية مع قطاع غزة، بغرض تسريع وصول المساعدات الإنسانية، على أن تتولّى الأمم المتحدة سلطة التفتيش على تلك المعابر، بدلاً من الجانب الإسرائيلي، كما هو سائد حالياً. كما أنها تأتي عقب سلسلة من المباحثات الديبلوماسية، والجولات الخارجية التي أجرتها مجموعة الاتصال، المنبثقة عن «قمّتَي جدة» في تشرين الثاني الماضي، والمؤلفة من وزراء خارجية عدد من البلدان العربية والإسلامية، في عواصم الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس، محورها معالجة التطوّرات في غزة.
مجلس الأمن أخفق منذ بداية الحرب في اعتماد 4 مشاريع قرارات لتخفيف المعاناة في غزة، ثم تبنّى دون جدوى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قرارا يدعو إلى «هدن وممرات للمساعدات الإنسانية».
وعلى قاعدة: السيف أصدق أنباءً من الكتب... في حدّه الحد بين الجدّ واللعب
يعلم العرب والمسلمون في العالم على مستوى الحكومات والشعوب كما السيد غوتيريش أن الأمنيات حتى بدوافعها الصادقة لا تصنع المعادلات الحالمة في عالم قاسٍ جداً وان أقصى ما يمكنهم هو توجيه المناشدات التي ستقرعهم عليها واشنطن وتل أبيب وان الولايات المتّحدة التي عرقلت في السابق كل المحاولات الرامية لتضمين أيّ قرار أممي دعوة لوقف إطلاق النار أو هدنة إنسانية ستكرر تعنّتها وكانت قد حذّرت الإثنين على لسان نائب سفيرتها روبرت وود من أنّ طرح مشروع قرار جديد على التصويت «لن يكون مفيداً في هذه المرحلة»، مفضّلة العمل «على الأرض». أي استمرار إسرائيل بارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين لأسابيع وربما أشهر أخرى، لأن الموضوع ليس فقط «غزة» إنما الشرق الأوسط الجديد يكون فيه الرأي للمثلية السياسية.
لكن هل يكون للمقاومة الفلسطينية رأي آخر يتداعى تاريخياً على المنطقة والعالم لسنوات طويلة ألم يقال بأن «غزة» تعيد صياغة الأصالة الإنسانية بالنيابة عن الجميع.