بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 أيلول 2021 12:01ص أيلول شهر التحدّيات وستبقى وحدتنا أولاً

حجم الخط
يوم الثامن والعشرين من أيلول يعتبر يوم المفاجآت الكبرى في تاريخ الأمة المعاصر، ومن أعظم هذه المفاجآت السارّة إنطلاق انتفاضة الأقصى وإندلاع الثورة الفلسطينية وتحرير بيروت من الاحتلال الإسرائيلي وأشدّها حزناً وانتصاراً للحلم العربي رحيل قائد الأمة الرئيس جمال عبد الناصر بعد انفصال الوحدة العربية بين مصر وسوريا.

في 28 أيلول منذ عشرين سنة دخل شارون حرم المسجد الأقصى بحماية 2000 جندي إسرائيلي وتحدّى شعور المسلمين في أقطار الأرض وسرعان ما هبّ الشعب الفلسطيني وانطلقت مقاومته في محيط الأقصى وفي الضفة الغربية وقطاع غزة وتصدّى في مخيم جنين للغزاة المجرمين الذين اعتقلوا معظم القيادات الفلسطينية منهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات وأبو علي مصطفى واغتالوا شيخ المقاومة البطل الشيخ أحمد ياسين واعتبر الشهيد الطفل محمد الدرّة رمز هذه الثورة المباركة.

ومنذ 39 سنة في 28 أيلول تم تحرير بيروت من الاحتلال الإسرائيلي على يد أبطال الشعب اللبناني الذي لا بد أن ينتصر اليوم على جلّاديه في الداخل ليستعيد استقلاله وحريته والعيش بكرامة.

ومن الذكريات الأليمة في 28 أيلول 1961 ذكرى انفصال الوحدة السورية المصرية بإنقلاب عسكري قاده في ظاهره النحلاوي ليحطّم جزءاً من حلم الشعب العربي الذي ظلّ صامداً وراء قائده جمال عبد الناصر.

وجاء النبأ الصاعق في 28 أيلول 1970 وهو الأشد ألماً في تاريخ الأمة العربية، جاء هذا الخبر عند الساعة السادسة وخمسة عشرة دقيقة برحيل قائد الأمة الرئيس جمال عبد الناصر فإهتزّت الأرض العربية من المحيط الى الخليج ولم يصدّق الشعب النبأ الصاعق فهتف الكل قائلاً:

«لا ما انقضيت، لا ما قضيت وأن يعصف بك القدر فأنت حيّ، بك الأجيال تأتمر، والخَطب فوق احتمال الناس قاطبة، وهل يُلام بعبد الناصر البشر، وكم قرون مضت والشعب منتظرٌ، وظل بعد صلاح الدين ينتظر فكنت فينا صلاح الدين ثانية بل كنت دنيا بك التاريخ ينتصر».

رحل عبد الناصر ولكن الشعلة لم تنطفئ وسيبقى الشعب العربي وفيّاً لمبادئه وأحلامه برغم كل ما هو فيه من مآسٍ وهزائم.

وستبقى المقاومة والوحدة العربية الطريق أولاً وآخراً للانتصار على الأعداء ولنهوض الأمة وتقدّمها.



* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب