بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 نيسان 2023 12:19ص إتهامات تشرينية للتغييريين: خلافات شخصية وShow Off!

حجم الخط

قريباً يحتفل التغييريون في المجلس النواب بحلول عام على وصولهم الى السلطة التشريعية، لكن من غير المعلوم ما إذا كان هذا الاحتفال سيكون سعيدا أم تكريسا لخيبة أمل جمهور 17 تشرين من أداء ممثليه في الندوة النيابية.

قبل الحديث عن هذا التقييم، من المنصف القول إن النواب التغييريون تعرضوا لحملة شعواء من المنظومة السياسية وجمهورها كرست خيبة الأمل تلك بعد آمال كبرى علقتها كل الجماهير الناقمة على الطبقة السياسية والتي انتخبت التغييريين اعتراضا على السلطة وليس فقط تأييدا لروح 17 تشرين.

بالتالي فإن النواب التغييريين ومعهم بعض المستقلين، مع كل اخطائهم وربما "ارتكاباتهم" هم أنزه من الطبقة السياسية التي هيمنت على السلطة منذ استتباب السلم الاهلي قبل نيف و30 عاما.

لكن المهم في الأمر هنا، والكلام لقيادي عمل على الأرض في انتخابات العام الماضي "في سبيل القضية"، أن يعي هؤلاء حقيقة انهم وصلوا بالصوت الاعتراضي مع إضافة ان بعض اركان السلطة مثل وليد جنبلاط في حالة مارك ضو وفراس حمدان، والحريريون في حال إبراهيم منيمنة وحليمة قعقور، شارك في تحصيلهم لتلك الاصوات.

وبذلك فإن لا "شيك على بياض" من قبل الناس لمن وصل ولا يمكن اعتبار الناخبين "في الجيبة" عند اتخاذ كل موقف خاصة من دون ماكينة انتخابية جديّة على الأرض.

ثم ان أسئلة تُطرح على من وصلوا حول غياب الحد الأدنى من الرؤية السياسية المشتركة وحول كيفية التعاطي مع كل الطاقم السياسي في البلد بالاضافة الى الهيئات الخارجية. والحال نفسه حول غياب البرنامج السياسي الموحد والبرنامج التشريعي المتعلق بقضايا الناس مثل قضية المودعين والرؤية تجاه "صندوق النقد الدولي" وتشريح مشروعه وحديثه تواترا عن تبخر اموال المودعين.. يضاف كل ذلك الى الجانب التنظيمي بعد نحو عام على وصول التكتل، فأين أمانة السر وتوحيد جدول الأعمال؟ وأين النظام الداخلي الذي يحكم في اتخاذ القرار؟

لا تبادل للسلام!

ونأتي الى الطامة الكبرى: الخلافات الشخصية التي تتمظهر تحت عناوين انقسامات اليمين واليسار والتي وصلت الى حد عدم تبادل السلام في مجلس النواب!

فمثلا العلاقة تدهورت بين النائبين البيروتيين إبراهيم منيمنة ووضاح الصادق وهما يتبادلان الاتهامات بالواسطة بين مناصريهما. الأمر نفسه بين الجنوبيّين فراس حمدان والياس جرادة الذي جلب له اصطفافه السياسي الاخير وحضوره في بكركي مع النواب المسيحيين في الخلوة الروحية اتهامات جمهور 17 تشرين..

يبدو اليوم أن مجموعة تغييرية من النواب منيمنة وحليمة قعقور وسينتيا زرازير وحمدان وجرادة (قبل شبه اعتزاله لهم) باتت مصطفة في المواقف في مقابل مجموعة تتشكل من ضو والصادق ونجاة صليبا ياسين ياسين وكان معهم رامي فنج قبل إلغاء نيابته بالطعن الدستوري..

ويقف في الوسط ملحم خلف وبولا يعقوبيان وهما حافظا بالشكل على التكتل بلا خطوات عملية للتنظيم..

وجاء موضوع الانتخابات الرئاسية ليحرك السكين في جرح الانقسام مع اصطفاف ضو والصادق الى جانب المرشح ميشال معوض، بينما يرفض الآخرون كل من مرّ يوما على المنظومة ولو تمتع بنظافة الكف مثل زياد بارود أو صلاح حنين..

وبذلك لن يستحصل أي مرشح للتغييريين على الحد الأدنى من الاصوات الشرفية في المعركة ومنهم مثلا عصام خليفة.. وثمة من يدعو الى أن يقف التغييريون وسط هذا الواقع جانبا طالما ان مجلس النواب هو تعبير بجوه العام عن المنظومة نفسها..

ولا داعي للحديث عن المبادرة الرئاسية التي عرضت على اركان السلطة ولم تعرض على مستقلين حلفاء. ويتهكم القيادي التغييري عن بعث النائب علي حسن خليل للقاء التغييريين يوما وهم الذين يتهمونه بالتهرب من التحقيق في انفجار المرفأ!

مؤخرا اتخذ التغييريون قرارا بعدم النزول الى الشارع عبثيا بعد فشل التجربة الاخيرة أمام السرايا الحكومية، لكن هل يمكن القتال عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟ يسأل البعض.

وبات ملحا حسب هؤلاء، مواجهة بعض التغييريين لحال الـ show off أي حب الظهور، والتصدي لحالة الجفاء الشخصي بين بعضهم البعض كون التجربة التغييرية لم تفشل لكنها متعثرة وتعثرها أدى الى تراجعها امام البيئة الحاضنة وهذا خطير.

للتذكير فإن نيف و300 الف صوت نالها التغييريون، وبلغت اصوات المعترضين على المنظومة (وليس بالضرورة تغييريين) نيف و400 ألفا أي 26 في المئة من اصوات الناخبين ما يعني ربع الناخبين.

ثمة من يقول إنه من الصعب استرجاع الجمهور التغييري ومن الصعوبة بمكان معالجة النتائج بعد البدايات الخاطئة.

على أن الاستحقاق الرئاسي قد يشكل حسب البعض محاولة على هذا الطريق عبر بيان أخلاقي ومحترم ينطلق من تحليل لواقع المجلس النيابي كونه يشكل تعبيرا عن المنظومة، وإصدار موقف ينطلق من واقع المصلحة اللبنانية العليا وواقع ارتباط المنظومة بالخارج، في سبيل خلاصة تؤكد بأنهم لم يعودوا بيضة القبان ولا امكانية لوصول مرشح مستقل سيادي، وبالتالي التصويت بورقة بيضاء حتى في وجه مرشح توافقي داخلي وخارجي كونه سيكون قاصرا عن علاج الداء ومُلغياً لدور المعارضة كما للحياة السياسية.