بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 آب 2022 08:10ص اقرنوا الأقوال بالأفعال!

حجم الخط
في كل مرّة أتطرق فيها إلى موضوع عبء الوجود الكثيف للاجئين السوريين (المُسمّى زوراً وبُهتاناً النازحين السوريين) والذي يكاد يوازي نصف عدد السُكان اللبنانيين، وعن حجم أعباء الخدمات العامّة والصحيّة وحجم استهلاك الكهرباء والخبز والماء والسلع المدعومة، ومجانيّة الكهرباء وجمع النفايات والصرف الصحي في المخيمات والتجمّعات، وظاهرة كارتلات التجّار السوريين، والاستئثار بالوظائف والعمالة... يهُبّ أنصار مقولة «الرزق من لدى ربّ العالمين»، و«المسلمون أخوة»، و«هؤلاء مثلنا سُنّة»، و«عمّ يدخّلوا مصاري للبلد» وغيرها من ردود التعجب والاستنكار والتنديد.
مرّة أخرى، للحقّ وللتوضيح، هناك جهات محليّة وخارجيّة تستغلّ هذا الوجود لصالحها ومآربها، وهناك سوريون يستغلون الوضع بشكل متمادٍ للاستفادة دون وجه حقّ.
حسناً... ما هو دفاع المُستنكرين بخصوص الوجود غير المضبوط، والوجود غير الشرعي، وحجم جرائم القتل والاعتداء والاغتصاب والسرقة والمخدرات والدعارة والسلاح والتزوير والنصب والاحتيال والتهريب ووضع اليد عنوة على الأراضي والممتلكات والمشاعات!
من صميم قلبي أرجو أن يقرن هؤلاء المستنكرين الأقوال بالأفعال وأن يفتحوا بيوتهم للاجئين السوريين وأن يشاركوهم اللقمة، وأن يُضحّوا ويقبلوا بنقل أولادهم في المدارس الرسميّة من دوام الصباح إلى دوام بعد الظهر لإتاحة الفرصة لتسجيل التلاميذ السوريين في دوام الفترة الصباحيّة (كما تُطالب به الدول الغربيّة).
وربما هي فرصة أيضاً كي يلحّوا على السُلطات اللبنانيّة الاستجابة لطلب الدول الغربيّة «تثبيت النازحين في دول جوار سوريا» والقبول بمنحهم امتيازات!