بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 آب 2021 12:02ص السفيرة الأميركية تحذر المسؤولين: عدم التأليف قريباً سيرتب عليكم محاذير خطيرة

هل تدفع المخاوف الداخلية والضغوط الخارجية باتجاه التعجيل بولادة الحكومة؟

حجم الخط
هل تدفع المخاوف الداخلية والضغوط الخارجية في اتجاه التعجيل في تأليف الحكومة الجديدة، بعد عام ونيف مضى على استقالة حكومة الرئيس حسان دياب وتناوب ثلاث شخصيات على التكليف من دون أن تبصر الحكومة النور؟

توحي ظواهر الأمور بأن تأليف الحكومة بات وشيكاً وأن الرئيسين عون وميقاتي باتا على بعد أمتار قليلة من التوقيع على المراسيم بعدما أدركا وغيرهما من القوى السياسية مخاطر الأزمة الناجمة عن استمرار حالة المراوحة في عملية تشكيل الحكومة. لكن بواطن الأمور تكشف عن وجود عقبات لا تزال بحاجة إلى تذليل لبلوغ هدف التأليف وان مخاض ولادة الحكومة ربما يطول ايام اخرى.

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ما يزال في قدرة البلاد والعباد تحمل المزيد من التحلل السياسي والأمني والمعيشي حتى تستمر القوى السياسية في لعبة الرقص على حافة الانهيار الكامل من خلال ادارة ظهرها للأزمة السياسية وما يتفرع عنها من ازمات مالية واقتصادية ومعيشية، وخوض معارك بغية تحقيق مكاسب سياسية لتوظيفها في استحقاقات مقبلة؟

مصدر وزاري سابق: طبخة تشكيل الحكومة لم تنضج بعد وهي أسيرة النزاعات الدولية

من المعيب جدا استمرار المشهد السياسي الراهن في ظل وصول البلد إلى الدرك الأسفل من الانهيار، حيث باتت غالبية الشعب اللبناني في حالة من العوز والجوع وفقدان الحد الأدنى من مقومات العيش، اضافة إلى اجتياح العتمة كل لبنان من شرقه إلى جنوبه فشماله، وبات ذلك يفرض على اهل القرار الجنوح في اتجاه معالجة الأزمات بدءا بأزمة التأليف وصولاً إلى ازمة الرغيف للحؤول دون الانفجار الاجتماعي وانفلات الشارع من عقاله، خصوصاً وأن هناك مخاوف من ان تتحول الأزمة الاجتماعية إلى مشكلة امنية لن تكون في مصلحة اي طرف على الاطلاق.

وبالرغم من الاجواء التفاؤلية التي أشاعها الرئيس المكلف بعد اللقاء الحادي عشر الذي جمعه امس بالرئيس ميشال عون من خلال قوله اننا اصبحنا في الامتار الاخيرة من سباق تشكيل الحكومة، وبالرغم من الحديث عن وصول الرئيسين إلى مرحلة غربلة الاسماء تمهيداً لاسقاطها على الحقائب، والحديث عن ايام قليلة تفصلنا عن التأليف، يقول مصدر وزاري سابق مطلع بشكل كبير على مسار عملية التأليف أنه ما دامت الأمور «ماشية» لماذا لا تؤلف الحكومة إذاً، فالأسماء معروفة والحقائب لجهة التوزيع معروفة، فلماذا التأخير في التشكيل لفرملة اندفاعة تهاوي الاوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية؟

ويضيف: إن اغلب الظن ان امور التأليف لم تصبح سالكة بعد، لأن القرار السياسي بولادة الحكومة لم ينضج، وأن كل ما يشاع من اجواء تفاؤلية لا يُعبر عن ارض الواقع، ولا يعدو كونه تمريراً للضغوط الدولية التي تمارس اضافة إلى الكارثة التي حلّت بأهل عكار نتيجة انفجار صهريج البنزين.

ويخرج المصدر الوزاري من كل ما يجري بانطباع مفاده ان طبخة التأليف ما لم تنضج في غضون الـ48 ساعة المقبلة، فإن الحكومة لن تؤلف هذا الشهر، فإذا كان اهل القرار ينتظرون حدثاً ما يدفع باتجاه التأليف، فإن ما حصل في عكار يجب ان يحقق الغاية، واذا كانوا ينتظرون الضغوط الدولية فإن ذلك حصل من خلال الجولة التي قامت بها السفيرة الأميركية على المسؤولين، فالمعلومات تؤكد ان السفيرة شيا لم تحمل إلى من التقتهم أي تمن بالتأليف، بل حملت إليهم تحذيراً شديد اللهجة بأن عدم تأليف الحكومة في وقت قريب سيترتب عليه محاذير خطيرة، مشددة على ان واشنطن لم تعد تستطيع تأخير موعد فرض العقوبات حتى لا يفسر ذلك عرقلة، معطية مهلة لا تتعدى الاسبوع للتأليف وإلا ستكون هناك مواقف اميركية واوروبية ستصدر بحق بعض السياسيين اللبنانيين والمحيطين بهم.

وفي الوقت الذي يجزم فيه المصدر بأن طبخة التأليف لا تزال بحاجة إلى وقت لكي تنضج، وهي لا تزال أسيرة النزاعات الدولية، فإن مصادر سياسية تؤكد ان عملية التشاور بين الرئيسين عون وميقاتي وصلت إلى مرحلة غربلة الأسماء، وان العقدة الأبرز التي لا تزال تعترض الاتفاق على التوليفة الحكومية هي حصة «تيار المردة». فبعدما كان تم الاتفاق مع الوزير السابق سليمان فرنجية بأن حصة «المردة» ستكون «الاتصالات» و«السياحة»، تبلغ اول من امس بأن حصة «المردة» باتت الصناعة والسياحة وهو ما رفضه فرنجية بالمطلق، وأن هناك مشاورات تجري على اكثر من جهة لمعالجة هذه العقدة وهي حتى الساعة لا تزال قائمة، اضافة إلى اعتراض النائب وليد جنبلاء على اعطاء النائب طلال ارسلان حصة وزارية هي حقيبة التربية من حصة الرئيس ميشال عون. كما ان هناك نقاشا يدور حول حقيبة الطاقة حيث يسعى الرئيس ميقاتي إلى التوافق مع الرئيس عون على الاسم الذي سيتولى هذه الحقيبة التي هي من حصة رئيس الجمهورية.

وتدعو هذه المصادر إلى عدم الافراط في التفاؤل وعدم اغفال الوجود الدائم للشياطين في تفاصيل الامور، مرجحة في حال تحسنت اجواء اسقاط الاسماء على الحقائب ان تبصر الحكومة النور قبل نهاية هذا الشهر.

وتلفت المصادر النظر إلى الخطوة الاميركية المتمثلة بالانسحاب من افغانستان، وهي خطوة لها حساباتها المادية والامنية، وهي بعيدة كل البعد عن الانسانية، حيث انه يتوقع ان يكون لهذا الاجراء الاميركي تأثير على واقع المنطقة برمتها، حيث ان التجارب تشير إلى انه مع كل انسحاب اميركي من منطقة يعوّض عنه في مكان آخر، وهذا يعني ان المشهد الاقليمي والدولي مع هذا الانسحاب ربما يتبدل إلى واقع آخر من الصعب تحديد مساره الآن.