بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 نيسان 2022 08:19ص الشراكة الإسلامية المسيحية تنتصر ودار الفتوى تواصل دعم خيار المشاركة

«القوات» تخترق حصار «حزب الله» و«المستقبل» في الشارع السُّني وتُربك الممانعة

حجم الخط
خسر «حزب الله» المرحلة الأولى من المواجهة المفتوحة مع القوات اللبنانية في الطريق نحو الإنتخابات بعد فشله في المعركة الإستباقية لحجب التحالفات عن القوات اللبنانية بوسائل ضغط متعددة مستفيداً من «مونته» على بعض الأطراف وذلك لعرقلة تشكيل لوائح وازنة كما جرى في دائرة بعلبك-الهرمل على سبيل المثال لما تشكّله هذه الدائرة من تماس مباشر مع القوات ورمزية خوض المعركة في عقر دار «حزب الله» لينتقل الضغط إلى جبهته بعد تشكيل اللائحة المكتملة برئاسة الشيخ عباس الجوهري التي تضم إليه رفعت المصري، هيمن مشيك، حسين رعد، رشيد عيسى ورامز قمهز عن الشيعة، المرشحين الماروني أنطوان حبشي والكاثوليكي إيلي بيطار عن القوات، والمرشحين السنيين صالح الشل وزيدان الحجيري. 

وتعتبر لائحة «بناء الدولة» اللائحة الأولى التي تخوض المواجهة وجها لوجه مع «حزب الله» ببعد وطني واضح, خاصة أن الشيخ عباس الجوهري يحظى باستمرار دعم المرشح الذي غادر اللائحة الدكتور سميح الدين والذي سيكون لموقفه هذا تأثير واضح في التأثير على مسار المعركة.

راكم الشيخ الجوهري منذ انتخابات العام ٢٠١٨ في التواصل مع الجمهور السني والشيعي على حد سواء. وشكّل بخطابه الهادئ المتزن والثابت في وجه الحزب حالة متكاملة مع المحيط لتنشأ بيئة وطنية حاضنة لهذا الفريق.

يبرز في اللائحة عن المقعد السني الدكتور صالح الشل والذي يستند إلى مسيرة طويلة في الخدمة الاجتماعية والصحية وإلى العمل في إطار الشراكة الوطنية والسعي لدعم مشروع الدولة.

نجاح تشكيل لائحة الجوهري أربك «حزب الله» الذي كان يشيع أجواء استعادة المقعدين الذين خسرهما في انتخابات العام ٢٠١٨ وبات أمام استحقاق منع خرق المقاعد الشيعية مع تسجيل ارتياح شعبي في صفوف المعارضين للحزب على الرغم من تعدد اللوائح المعارضة مع توقع حصول تعاون ضمني لرفد لائحة الجوهري بنسبة لا يمكن تقديرها من الأصوات بعد انحسار المعركة الفعلية بين لائحتي الحزب والجوهري وانعدام فرص القوى التغييرية بسبب تشتت أصواتها. 

كسر الحصار في دائرة الشمال الثانية في طرابلس نجح تحالف اللواء ريفي والقوات في تشكيل لائحة تتمتع بعناصر القوة السياسية والانتخابية خاصة أنها تضم ركائز هامة.

فبالإضافة إلى ريفي برمزيته وسقفه السيادي العالي, تحضر القوات بمرشحها ابن طرابلس ايلي خوري الذي يراكم مشاركته في الحياة العامة منذ العام ٢٠٠٥ بشكل متصاعد.

وفي المنية أضاف النائب عثمان علم الدين ثقلا سياسيا وانتخابيا فاجأ الوسط السياسي واسهم في كسر مفهوم العزل الذي حاول الرئيس سعد الحريري فرضه على القوات ملاقيا «حزب الله» في هذا الجهد الضاغظ والحثيث. 

كما تتمتع لائحة ريفي القوات علم الدين بعنصر قوة إضافي في الضنية يتمثل بالمرشح بلال هرموش المستند إلى سلسلة من الإنجازات التنموية والاجتماعية في طرابلس والضنية من خلال مؤسساته التربوية والاجتماعية والرياضية وقبل ذلك الخطاب السيادي المرتفع في وجه مرشح يمثل جبهة الممانعة وهو النائب جهاد الصمد وآخر يمثل امتداد الحصار من تيار المستقبل وهو النائب سامي فتفت.

وما ينطبق على دائرة بعلبك-الهرمل وطرابلس لجهة نجاح القوات اللبنانية في خرق الحصار نتيجة بروز العامل السني في الخروج من قوقعة العزلة الطوعية إلى المشاركة النوعية في التحالف مع القوات، إنسحب هذا الأمر أيضاً إلى دوائر أخرى كما في زحلة والشوف وعكار بشكل لم يعد فيه الكلام عن مقاطعة سنية يحمل طابعاً شاملاً بعد نجاح دار الفتوى ومرجعيات سنية سياسية في تحريك الشارع السني للعودة إلى ساحة المواجهة السيادية تحت أنظار دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي تحرّكت لدعم الحيوية المتجددة للقوى الرافضة لهيمنة «حزب الله» ومنحها الغطاء السياسي الإقليمي مما زاد على إرباك الحزب إرباكاً وهو يراقب لقمة المقاطعة السنية تُسْحَب من بين أنيابه.