بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 نيسان 2024 12:00ص العيد الستون .. «اللواء».. مسيرة نجاح وتألّق.. رغم الصعوبات والعقبات

حجم الخط
نستذكر، في الذكرى الستين لتأسيس جريدة «اللواء»، مؤسّسها عميد الصحافة اللبنانية المرحوم عبد الغني سلام الذي ركّز في كتابته على سياسة الانفتاح والصدقية والرصانة والاعتدال، وابتعد عن سياسة إثارة العواطف والنعرات الطائفية والمناطقية، ما جعل «اللواء» تحظى باحترام الجميع وتحتلّ مكانة متقدّمة في قائمة الصحف اللبنانية. وآمن بالشراكة الوطنية المرتكزة على العدالة والمساواة بين كل المكوّنات اللبنانية لأنّ فيها إثراءً ثقافياً وحضارياً للبنان ولمجتمعه التعدّدي. وكان منفتحاً على قضايا العرب وخصوصاً قضيتهم المركزية قضية فلسطين، التي وضع قلمه ودار «اللواء» في خدمتها والدفاع عنها، إيماناً منه بعدالتها وبالظلم الفادح الذي تعرّض له شعبها.
وتابع بعده مسيرة العناء الصديق العزيز والأخ الفاضل الأستاذ صلاح سلام، الذي بجهوده وخبرته أصبحت «اللواء» تحتلّ موقعاً مميّزاً ضمن قائمة الصحف العربية الرائدة، وأبقى عليها تصدر ورقياً بالإضافة إلى الإصدار الرقمي، رغم أن العديد من الصحف اللبنانية توقّفت عن الصدور ورقياً بسبب الظروف الاقتصادية القاسية، التي أدّت إلى شحّ في الموارد المالية للصحف نتيجة توجّه الكثيرين لاستقصاء الأخبار والمعلومات من المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك فعلت شركات الإعلان. ورغم ذلك ما زال سلام يجاهد ويكابد كي تبقى «اللواء» تصدر ورقياً، وتكون في متناول أيدي قرّائها صباح كل يوم.
وبالعودة إلى الذكرى الستين لتأسيس «اللواء»، فوجدت في أرشيفي أنّ ما كتبته عنها في 18/12/2013 في ذكرى يوبيلها الذهبي ما زال صالحاً للنشر في ذكراها الستين، مع بعض التعديلات عليه، وما حقّقته خلال السنوات العشر الأخيرة من نجاح وتألّق رغم الصعوبات والعقبات التي تواجه سلام والعناء الذي يتحمّله في تأمين متطلبات النجاح والإصدار الورقي، وهي كثيرة ومكلفة. وفي ما يلي ما كتبته، مع تعديلات تتناسب مع الذكرى الحالية:
يحتفل محبّو صحيفة «اللواء» ومتابعوها بالذكرى الستين لتأسيسها باستذكار مواقفها الوطنية المخلصة والعربية الصافية، فكانت وما زالت بالنسبة إليهم بوصلة الخبر الصحيح والتعليق العقلاني والتحليل المنطقي والرأي الحر، ما وضعها في موقع متقدّم مع كبريات الصحف العربية.
و«اللواء» التي أقرأها يومياً منذ أكثر من أربعين سنة هي رائدة في العمل الصحافي المتقن، فأخبارها صادقة، وكلماتها متّزنة، ومقالاتها تدلّ على وعي ورؤى ثاقبة، وتحليلاتها تشير إلى دقّة مقاربتها للأحداث.
وتطورت «اللواء» كثيراً في السنوات الأخيرة بفضل رئيس تحريرها الأستاذ صلاح سلام الذي انتقل بها من صحيفة بيروتية محلية إلى صحيفة على مستوى لبنان والعالم العربي. ولا بدّ من الإشادة بجهود عميدها الأستاذ عبد الغني سلام الذي أنشأها وحافظ عل استمراريتها في ظروف سياسية وأمنية ومالية قاسية.
وتحمل «اللواء» هموم بيروت وأهلها، فصفحاتها حافلة بقضايا العاصمة ومشكلاتها، وتجد صرخة البيروتيين آذاناً صاغية لدى مسؤوليها ومكاناً في صفحاتها. ولم يقتصر دورها على بيروت التي انطلقت منها، بل امتدّ إلى كل الوطن حتى أصبحت بمثابة صحيفة الرأي العام اللبناني. ولم تتخلّ «اللواء» عن دورها العربي، فساندت قضايا العرب المحقّة وفي مقدّمها قضيتهم المركزية قضية فلسطين، وواكبت ثورات الربيع العربي من منحى الدفاع عن حق الشعوب في الحرية والكرامة وتداول السلطة. ولم يغب الإسلام عن لواء آل سلام، فله صفحة أسبوعية في صحيفتهم تتضمّن نفحات إيمانية وسِيَر السَلف الصالح، وتشدّد على تعاليم الإسلام في الانفتاح والسلام والمودة والمحبة والتسامح.
وتحمل «اللواء» راية الدفاع عن استقلال لبنان وسيادته وقراره، وشعار الاعتدال في العمل الوطني، ومشعل تعزيز العيش المشترك بين مكوّنات الشعب الواحد وترسيخه. وتؤمن بصدقية العمل الصحافي ورصانته وترفض الانزلاق في سياسة إثارة العواطف والحساسيات. وتدافع «اللواء» عن القِيَم والأخلاق وتترفّع عن المماحكات والمهاترات، وتدعو إلى الإلفة والمحبة والانفتاح، وتبتعد عن الحقد والكراهية والانغلاق.
ستون سنة و«اللواء» لم تكلّ أو تتوقف عن خدمة قضايا الوطن وعاصمته، فكل الاحترام والتقدير لجهازها الصحافي والإداري على إمتاعنا بقراءتها صباح كل يوم، ومحبة كبيرة إلى باعث نهضتها الصديق العزيز الأستاذ صلاح سلام.. ودعوة إلى الباري عزّ وجلّ بأن يكلّل مسيرة «اللواء» بمزيد من التقدّم والنجاح والتالّق. 
* رئيس ملتقى بيروت