بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 آذار 2023 12:00ص الغطاء الغربي غير ناضج.. ونزوح أممي لا يشمل النازحين

حجم الخط

مع كل انفراجة إقليمية أو دولية تُطرح التساؤلات ومعها الإستنتاجات السريعة حول مآلاته على الساحة اللبنانية لتذهب إلى وضع خارطة زمنية وهمية للحل الداخلي المنتظر.

هذا كان الحال دوماً وهو الحال اليوم مع الإنفراجة السعودية الإيرانية وهو ما سيكونه مستقبلاً.. لكن هذه الإنفراجة من المستبعد أن تتمظهر لبنانياً على شاكلة تسوية تأتي برئيس محوري، نعني هنا مرشح محور الممانعة سليمان فرنجية كما سارع كثيرون إلى الترداد، وغيره بطبيعة الحال من مرشحي المحور الآخر، الظاهر منهم والمُستتر.

فالواقع الدولي ليس ناضجاً في هذه اللحظة لهذا الحل وباله في أماكن أخرى أهمها المسرح الأوكراني حيث يتركز الاهتمام الغربي، الأميركي على وجه الخصوص.

من الواضح أن لا أفق قريب للحرب الروسية الأوكرانية التي جاءت لتفاجىء اللاعبين في الإقليم هنا، وبما أنها طويلة الأمد فلن يكون لبنان على لائحة أولويات الولايات المتحدة الأميركية التي يمكن لها فرملة أي حل لبناني، طالما أن بعث هذا البلد من رماده سيكون متعلقاً بضخ الدم الغربي والأميركي وطبعاً الخليجي الذي ما زال في غير وارد رئيس محوري من معسكر الممانعة في لبنان.

لا يقف الأمر عند هذا الحد من اللامبالاة الغربية، بل سرت معلومات تتعلق بنزوح عدد من المنظمات غير الحكومية عن لبنان حيث كانت تنوي إقامة مشاريع تنموية، وبذلك تصبح تلك اللامبالاة الغربية متوائمة مع لاحماسة أممية للعمل في لبنان حتى ولو استمرت الرغبة بدعم تواجد النازحين السوريين في البلاد، وهو أمر يُثبّت هذه الرؤية الغربية ولا يناقضها.

فقد انتقل عمل تلك المنظمات إلى الداخل السوري فعلاً، ولكن ليس من باب إعادة النازحين بل من باب الولوج المالي تحت عنوان الدعم الإنساني بعد كارثة الزلزال التركي السوري.

وكذلك يتركز هذا العمل الأممي في الملعب الأوكراني وفي مناطق أخرى قريبة من الإقليم مثل أفغانستان وباكستان وكل ذلك يعني أن الاهتمام الغربي بلبنان مفقود حتى الساعة.

على أن اللامبالاة الغربية قد لا تطول وهي تحتفظ بأكثر من خط أحمر يتصدرها منع الفوضى اللبنانية.

تلك الفوضى يخشى الغرب أن توقع البلاد تحت سيطرة "حزب الله" القادر على الإفادة من الإنهيار بينما تجهد الإدارة الاميركية، من دون بروباغندا، لدعم المؤسسات الأمنية وعلى رأسها الجيش اللبناني مادياً وتسليحياً، طبعاً بما لا يجعله قادراً ولو بالحد الأدنى على مقارعة العدو الإسرائيلي في أية معركة كبرى..

كما أن الفوضى ستودي بكل ما عملت له واشنطن على صعيد ترسيم الحدود البحرية لا بل قد يهدد العملية برمتها.

ولناحية الغرب الأوروبي هو يخشى من الفوضى اللبنانية التي ستدفع مئات آلاف النازحين نحو أراضيه بكل ما يعنيه ذلك ديموغرافياً وإقتصادياً وأمنياً، كما أن دوله مثل فرنسا وإيطاليا تخشى أيضا على قواتها العاملة في إطار "اليونيفيل" وهي القوات التي قد تصبح الضحية الأولى لأي تصعيد عسكري جنوباً.

في هذه الأثناء سيبقى الشعار الغربي لرزمة حل كاملة على رأسها الرئيس الإصلاحي غير الفاسد وهي تعني به قائد الجيش جوزف عون من دون تسميته لعدم حرق ورقته.

وهي الرؤية نفسها بالنسبة إلى دول الإقليم في الخليج ومعها مصر التي لا تهتم كثيرا بهوية رئيس الحكومة السني الذي لن يأتي بطبيعة الحال معادياً لها وقد يسقط في أية لحظة افتراق سياسي بين المحاور (وهو ما حدث سابقاً).

وبذلك فإن الورقة الرئاسية هي الأهم اليوم، ومن دون الحماسة الغربية، وطبعاً العجز اللبناني رغم القدرة المحلية على اجتراح الحل، سيبقى مقعد الرئيس شاغراً.. إلى حين.