بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 تشرين الثاني 2022 02:02م الفاتيكان يشاطر الراعي قلقه من إطالة أمد الشغور

ومسؤولية نواب "العوني" أساسية في التعطيل

حجم الخط
بكثير من الوضوح والصراحة، عبر البطريرك بشارة الراعي عن الهواجس التي تنتاب بكركي والقيادات المسيحية من مخاطر استمرار مخطط تعطيل جلسات الانتخابات الرئاسية، واحدة تلو الأخرى . وبتوجيهه انتقادات مباشرة إلى "الثنائي الشيعي" و"التيار الوطني الحر"، بتعمد اللجوء إلى هذا المخطط، عبر الاقتراع بالورقة البيضاء . كما أن البطريرك لم يوفر رئيس مجلس النواب نبيه بري من انتقاداته، سيما ما يتعلق بالقراءة الدستورية لنصاب جلسات الانتخابات التي تلي الجلسة الأولى، في ظل إجماع عدد من الخبراء القانونيين، بأن جلسة الانتخاب الثانية وما يليها، ليست بحاجة إلى حضور ثلثي أعضاء المجلس النيابي، أي أن نصاب هذه الجلسات هو الأكثرية المطلقة، أي 65 نائباً .



 وتشير في هذا الإطار، أوساط نيابية معارضة، إلى أن "ما قاله البطريرك الراعي، يعكس حقيقة الأمور، ويكشف النوايا التعطيلية للفريق الآخر، وتحديداً نواب التيار الوطني الحر الذين يتحملون مسؤولية أساسية في وصول الأمور إلى ما وصلت إليه، حيث لا يتورع هؤلاء عن استخدام كافة الوسائل من إبقاء الشغور في موقع الرئاسة الأولى، مع ما لذلك من مخاطر على الوجود المسيحي في لبنان . إضافة إلى ما يحدثه الشغور من إخلال في الصيغة الوطنية اللبنانية"، مؤكدة لموقع "اللواء"، أن " البطريرك أراد من خلال ما قاله، ومن الفاتيكان بالذات، بأن يحمل المعطلين مسؤولية أساسية في استمرار هذا المسلسل الهزلي الذي فيه الكثير من الإساءة إلى الموقع المسيحي الأول، وإلى المسيحيين بالدرجة الأولى" .


وتكشف الأوساط، أن "بكركي مستاءة جداً من إمكانية إطالة أمد الشغور الرئاسي، مع تزايد الحديث عن أن الانتخابات الرئاسية مؤجلة حتى الربيع المقبل، وهذا ما يثير الكثير من القلق لدى الأوساط المسيحية، السياسية والروحية، بعدما تبين أن حزب الله ما زال يراهن على عامل الوقت من أجل توفير الأجواء الملائمة التي تسمح له بإيصال مرشحه رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، سيما وأنه لا يستطيع تبني هذا الخيار، قبل ترتيب الأجواء بينه وبين رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الذي يصر حتى الآن على عدم التسليم بتأييد فرنجية" . 



وأشارت المعلومات المتوافرة لموقع "اللواء"، إلى أن دوائر الفاتيكان أبلغت البطريرك الراعي، دعمها لمواقفه ومشاطرته القلق من مغبة استمرار هذا الوضع المقلق في لبنان . وأن الكرسي الرسولي يواصل مساعيه مع الجانب الفرنسي من أجل الضغط باتجاه الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بانتظار ما ستحمله الأسابيع القليلة المقبلة من تطورات على هذا الصعيد، باعتبار أن المجتمع الدولي لن يقبل بأن يبقى لبنان دون رئيس للجمهورية، لما لهذا من تداعيات لا يمكن التكهن بنتائجها . ومن هنا تأتي محاذير القلق الذي يعبر عنه البطريرك الراعي والقيادات المسيحية في الكثير من المناسبات .



وتوقعت أنه بعد عودة البطريرك من الفاتيكان، ستعمل بكركي على تكثيف تحركها من أجل مزيد من الضغوطات، من أجل تهيئة المناخات لتسريع الانتخابات الرئاسية، درءاً للأخطار التي تتهدد لبنان على كثير من المستويات، إذا بقي الشغور في موقع الرئاسة الأولى. وهذه مسؤولية النواب المسيحيين بالدرجة الأولى الذين عليهم أن لا يقترعوا بالورقة البيضاء، وأن يصوتوا للاسم الذي يختارونه، حرصاً على المقام ورفضاً لهذا الواقع الذي يهمش الحضور المسيحي في الدولة .