بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 تشرين الأول 2022 12:00ص الفراغ لرسم تسوية على «صفيح ساخن»

حجم الخط
يبدو أن هناك من يبحث عمداً عن الفراغ في الرئاستين الاولى والثالثة لإيصال البلد الى ميثاق جديد... قد يأتي من يقول بأن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حريص على الحفاظ على الطائف وحمايته،ولكن هناك وجهة نظر غير بريئة تؤكد بأن ميقاتي دخل ضمن اللعبة الدولية الهادفة الى بناء لبنان جديد خارج النظام القائم حالياً وضمن ترتيب قد يسمح للبدء بزمن الميقاتية السياسية على غرار الحريرية السياسية.
وتشير وجهة النظر هذه الى ان واشنطن تقف خلف قرار ميقاتي في رسالة غير مباشرة للسعودية لا سيما بعد قرار أوبك بلس خفض انتاج النفط... مصادر قيادية في الثنائي الوطني تتبنى الى حد ما هذه النظرية، وتضيف عليها معلومات مؤكدة حول وجود قرار جدي بمنع تشكيل حكومة جديدة في نهاية عهد رئيس الجمهورية ميشال عون.
واكدت المصادر أن حزب الله يضغط بكل ثقله لتشكيل الحكومة وتفادي الفوضى الدستورية التي «لها اول وليس لها آخر» على حد التعبير الحرفي لقيادي بارز في الثنائي...مضيفة ان الجهود المبذولة ستتكثف اكثر خلال الايام المقبلة، وعسى ان يشكل تلويح عون الجدي بقبول استقالة الحكومة ، او انسحاب وزراء التيار منها لافقادها الميثاقية،حافزا كي يعيد الجميع حساباتهم.
وفي اتهام مبطن للمعرقلين، كشفت المصادر التي تتولى مباشرة مسألة متابعة تشكيل الحكومة بأن هذا التصعيد وعرقلة التأليف من قبل عون وميقاتي متعمد ، ولا نسيء الظن اذا  قلنا بأن الجميع يتصرف وكأن الفراغ مطلوب على مستوى الرئاستين الاولى والثالثة من اجل وضع كل الملفات على الطاولة دفعة واحدة بغية التوصل الى تسوية حكومية ورئاسية شاملة للسنوات الست المقبلة بما تتضمنه من تفاهمات حول الاقتصاد والتعيينات وحاكمية مصرف لبنان واهمها ادارة القطاع النفطي.
وفيما يتهيأ للمعرقلين ان الفوضى الدستورية والسياسية المنتظرة قد تضع النقاط على الحروف «على البارد» كما يقال، الا ان العكس هو الصحيح، فأي تسوية ستأتي على «صفيح ساخن»، ونحن نتخوف من خضة امنية كبيرة اذا دخلنا في الفراغ المنتظر في حال أصر المعرقلون على موقفهم.
ووفقا للمصادر، فان التصعيد المتعمد في الملف الحكومي «نهايته وخيمة»، الرئيس عون اتخذ قرارا بعدم المهادنة في مسألة تخطي ميقاتي لكل الاصول المتبعة في تشكيل الحكومة، ويرى البعض أن رئيس التيار الحر جبران باسيل لا يريد مجاراة ميقاتي في طلباته غير المفهومة بالنسبة لتبديل وزير الطاقة وليد فياض او في تسمية الوزراء المسيحيين، واذا استمر ميقاتي في هذه السياسة فان كل الجهود المبذولة مصيرها الفشل مما يعني اننا امام احتمال وحيد وهو الفراغ والتصعيد.
وضمن سياق طرح معلومات موثوقة حول المعالجة الخارجية للملف اللبناني، اكدت المصادر القيادية في الثنائي الوطني بأن دعوة السفارة السويسرية في لبنان لحوار يجمع كافة الاقطاب اللبنانيين ليست بريئة حتى لو جاءت تحت ستار دعوة من «مركز الحوار الإنساني» وهو منظمة غير حكومية مقرها جنيف، جازمة بما لا يقبل مجالا للشك بأن هذه الدعوة جاءت بمثابة جس نبض دولي للدول الراعية والمؤيدة لاتفاق الطائف، وهذا يعني ان هذه الدعوات سوف تتكرر، وعاجلا او آجلا سوف يطرح الملف اللبناني على طاولة الحوار الدولية، مؤكدة ان العرقلة التي تحصل اليوم في ملفّي تشكيل الحكومة ورئاسة الجمهورية وتبعاتهما الامنية سوف تشكل المقدمة للحوار المطلوب.