بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 نيسان 2024 12:00ص «اللواء» في عامها الستين.. مدرسة في صحيفة !

*الصورة المرفقة : لقاء لي مع نقيب المحامين الأسبق المحامي سمير أبي اللمع  في قاعة العدلية (ساحة الخطى الضائعة ) لحظة إعلان فوزه بإنتخابات النقابة بعدسة الزميل المرحوم وليد العشي *الصورة المرفقة : لقاء لي مع نقيب المحامين الأسبق المحامي سمير أبي اللمع في قاعة العدلية (ساحة الخطى الضائعة ) لحظة إعلان فوزه بإنتخابات النقابة بعدسة الزميل المرحوم وليد العشي
حجم الخط
ستة عقود من العطاء لصحيفة «اللواء» ما كلَّت خلالها وما تعبت من رفع لواء الحق والحقيقة والإعتدال في لبنان والعالم العربي، لتكون خياراً وسطياً ومقبولاً من جميع اللبنانيين على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، برغم الظروف والإصطفافات الطائفية والمذهبية التي عصفت ولا تزال بهذا البلد المعذب.
الى «مدرسة اللواء» وفدتُ يافعاً في مطلع التسعينيات من الجامعة محملاً بالآمال وبمستقبل مهني واعد، ففتحت «اللواء» لي ولأقراني من الخرِّيجين من جيل الشباب بابها لأدخل الى هذه المدرسة، وفي الذاكرة والوجدان أسماء لا تزال محفورة منذ أكثر من ثلاثة عقود لأساتذة كرام في المهنة رحم الله من سبقنا منهم الى رحمته وأطال أعمار من لا زال منهم على قيد الحياة : عبد الغني سلام، صلاح سلام، عامر مشموشي،  نور الدين الحصري، عاطف السمرا.
 رحلة هي نصف عمر قضيتها في  مهنة البحث عن المتاعب.
حُملت في «اللواء» مهمة وازنة عندما كُلّفت من رئاسة التحرير لأكون مندوب الصحيفة في «العدلية» والمحكمة العسكرية في التسعينيات من القرن الماضي، ونقلت العديد من القضايا والمحاكمات والأخبار التي كانت حديث الساعة والصحافة حينها، ولا زالت مقيمة في الذاكرة كتجربة فريدة على المستوى الشخصي، وكذلك على مستوى مهنة الصحافة القضائية بشكل عام.
الى «اللواء» عدت بعد سنين من الغربة كما يعود الإنسان الى بيته وبيئته، ففتحت لي أبوابها مجدداً لأعد صفحة متخصصة وبالألوان عن تقنية السيارات،  كانت تجربة ناجحة ومثمرة قبل أن تعصف بالصحافة الورقية عواصف الوضع الإقتصادي السيِّىء، ليكون انفجار مرفأ بيروت وانتشار وباء الكورونا ثالثة الأثافي في التردي الحاصل  في ميدان الصحافة المطبوعة والمقروءة.
ستون عاماً من عمر الجريدة هي مطابقة تماماً للعمر، إلا أنني لا أزال أعتبرها كما نفسي في مرحلة الشباب والنضوج، وأتمنى لها سنوات مديدة من العطاء والمعاندة للظروف القاهرة، والمجاهدة أبداً للإستمرار في السير على درب الحقيقة والرأي المعتدل الوسطي العروبي والوحدوي، الرأي المنفتح على الآخر حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

الإعلامي عاطف البعلبكي