بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 نيسان 2023 12:29م المسيحيون يطلبون لهذا السبب تسوية رئاسية تراعي هواجسهم

حجم الخط
تلتقي القوى المسيحية على اختلاف تعارضاتها وخلافاتها على مواقف واحدة "مبدئية" من وجهة نظرها حول الاستحقاق الرئاسي، ابرزها حسب المعلن، عدم انتخاب رئيس "يُشكل استفزازا" لها ولمعظم البيئة المسيحية لجهة إرتباطاته الداخلية بقوى على خلاف سياسي مع معظم المسيحيين ومع محاور اقليمية خارجية. وهو امر مفهوم في اللعبة السياسية الداخلية اللبنانية، لأنه أيضاً ينطبق على القوى الاخرى التي ترفض انتخاب رئيس ببرنامج وعلاقات خارجية تثير لديها الريبة. لكن ثمة هواجس اخرى لدى القوى المسيحية تتعلق بالدور الذي يمكن ان يلعبه رئيس الجمهورية المقبل، والحصانة السياسية التي تحميه من التعطيل والاستفراد والمقاطعة لاحقاً، بما يجعل ولايته بلاجدوى ولا انتاجية.
وترى مصادرنيابية مسيحية ان منصب رئاسة الجمهورية بات غير مغرٍ في هذه الظروف الصعبة، حيث البلد منهار بالكامل بكل مؤسساته الرسمية، واقتصاده يعاني ما يعانيه، واحتياطي امواله اقل من عشرة مليارات دولار، ومشاريع الانتاج والخدمات الرسمية متوقفة، لذلك لابد من "صخرة قوية وليس حجرة" تسنده وتمنع انهيار وتعطيل وفشل الرئيس.
   وتقول المصادر ذاتها لـ "اللواء": ان المطلوب مواكبة الرئيس المقبل بحالة استقرار سياسي تمهد للمعالجات الاقتصادية والمالية والمعيشية، وفق برنامج اصلاحي إنقاذي واسع متفق عليه بين معظم القوى الممثلة في المجلس النيابي ولاحقاً في الحكومة، واطلاق يده بالتعاون مع الحكومة، لا تكبيله بالمعارضات السياسية – الشعبوية، وكذلك التوافق على معالجة الملفات العالقة الكثيرة الكبيرمنها والصغير، وبما يعيد للموقع المسيحي الأول في الدولة مكانته وهيبته ودوره، برغم الصلاحيات القليلة التي يتمتع بها دستورياً، والتي تفرض تعاون الجميع معه.
   وتشير المصادر الى ان سبب تلاقي اغلب قوى المعارضة المسيحية في حوارات قائمة منذ فترة حول الاستحقاق الرئاسي ومواصفات الرئيس (القوات اللبنانية وحزب الكتائب وحزب الوطنيين الاحرار وسواهم)، تتعلق في جانب منها بكيفية ازالة هذه الهواجس، وخلق اجواء سليمة مؤاتية للحكم. حتى ان التيار الوطني الحر المصنف حتى الان خارج هذه الحوارات المسيحية، يحمل الهواجس ذاتها ولوكان يعبّرعنها بطريقته. مايعني امكانية تلاقيه لاحقاً مع الاخرين حول هذه الطروحات، وحيث تقول مصادره انه منفتح على الحوار مع الجميع على اساس معالجة هذه الهواجس وضمان انتخاب رئيس قادرعلى الحكم، ولا شك ان بكركي ايضاً متفقة مع القوى المسيحية على هذه الهواجس، التي لا تتعلق حصراً بمنصب الرئاسة الاولى، بل بكل المواقع المسيحية في الدولة التي يُقال في "الجو المسيحي العام" انها تعرضت للتهميش والتراجع.
  وتعترف المصادر النيابية بتأثير القوى الخارجية في المسار اللبناني العام، لكنها تؤكد " ان لا تسوية خارجية من دون ارضية وحوارات وتوافقات داخلية وبخاصة بين المسيحيين". وتقول: ان التوافق لا يتم إلّا بالحوار والتفاهم الجدي حول العناوين الخلافية، وليس فقط حول اسم الرئيس او شخصه او برنامجه، بل ايضاَ حول كل مسار المرحلة المقبلة التي تلي اتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة.