بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 تموز 2023 12:00ص انفتاح باسيل على "حزب الله" لاستبعاد جوزف عون

لا أحد يريد الفوضى وانتظار لمرحلة الاستكشاف البحري

حجم الخط

تتقاطع قراءات الأفرقاء المختلفين في البلاد على استبعاد الحل الرئاسي في المدى المنظور، لا سيما على أثر لقاء الدوحة وتهميش المسعى الفرنسي الذي لم يكن خرقه للركود الرئاسي جديّاً يوماً نظراً لعدم واقعيته واصطفافه لصالح مرشح الممانعة سليمان فرنجية.

منذ اتفاق بكين بين إيران والسعودية سرت تحليلات تفاؤلية من هذا المحور بأن حظوظ فرنجية ارتفعت، واستندت الى أن الرياض ستقدم التنازل في لبنان في مقابل ما ستحصلّه في اليمن، وارتكزت للإخراج على المبادرة الفرنسية القائمة على تقديم مرشح لرئاسة الحكومة (نواف سلام) لإرضاء السعوديين والمحور المعارض لـ"حزب الله".

طبعا لم يستند ذلك إلى قراءة واقعية لأسباب كثيرة ناهيك عن أن الاتفاق الايراني السعودي لم يحقق خروقاً جوهرية في المنطقة وإن كان أفاد في تهدئة الأجواء كما في التقارب بين الدولتين وهو ما تحتاجه المنطقة.

لبنانياً، خرج لقاء الدوحة باتفاق على مسألة بالغة الأهمية وهي استبعاد اسم فرنجية من السباق الرئاسي، وكانت واضحة البصمات السعودية على مفردات البيان والمسعى الخماسي الذي تتولى قطر إخراجه، ولم ينفع بيع الرياض من كيسها في رئاسة الحكومة التي لن يصل إليها من يعاديها أصلاً..

المعارضة أيضا غير مُستعجلة

طبعا هذا لا يعني طي صفحة فرنجية، وثمة من يشير من المتابعين للشأن الرئاسي بأن التهويل بخضات أمنية لا يقتصر على مناهضي المعارضة لاتهامها بتعبيد الطريق بدفع أميركي لقائد الجيش جوزف عون، بل ان كثيرين يذهبون الى أن الخضات الأمنية ستكون لصالح مؤيدي فرنجية تحت شعاربأن البلد لا يتحمل وأن "حزب الله" هو الوحيد القادر على التصعيد ومن ثم التبريد وأنه الطرف الاقوى الذي لا مناص من مصالحته بفعل الأمر الواقع. لكن قراءة من أخصام الحزب تلفت النظر الى أن الحزب يعلم تماماً بأن مرحلة اليوم هي غيرها في العام 2008، فالبلد في خضم كارثة اجتماعية قد تودي إلى فوضى خطيرة، ووجود النازحين السوريين ليس تفصيلاً في كل ما يحدث إذ تشير تقديرات إلى عشرات آلاف المنتمين السابقين (وربما الحاليين) إلى فصائل مسلحة معارضة قد يتحركون في حال فلتت الأمور من عقالها.. ناهيك عن أن أولويات الحزب اليوم هي في الجنوب واحتمال التصعيد الإسرائيلي، كما في الخيارات على صعيد مواجهة الكارثة المعيشية الحالية وإن كان في استطاعته الانتظار للحل وهو ليس حاله فقط فبعض أركان المعارضة غير مُستعجل وفي استطاعته الانتظار أيضا مثل "القوات اللبنانية" والكتائب"، وهو ما يختلف عن واقع الأمور والموازين واقعياً في البلد كما في المجلس النيابي، عن مرحلة قدرة الحزب على ايصال مرشحه العماد ميشال عون الى الرئاسة قبل نحو سبع سنوات.

قراءة مستقلة حيال تلك التهويلات على صعيد الأمن تشير الى ان أياً من الافرقاء المحليين وحتى الدوليين بما فيهم الادارة الاميركية، لا يريد العبث بالاستقرار بينما يترقب الجميع ما تختزنه المياه اللبنانية من ثروات.

وهذا ما يؤكد بأن الحل التسوية لم ينضج وسينتظر وسط المزيد الصعوبات المعيشية في ظل ترقب لمرحلة ما بعد خروج حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بينما يتردد حديث عن إلغاء منصة صيرفة وربما حدوث توترات أمنية (لا تذهب نحو الإنفجار).

الاستدارة الفرنسية والموقف الدولي العربي المؤيد لقائد الجيش دفع بـ"حزب الله" و"التيار الوطني الحر" الى إعادة إطلاق زخم العلاقة بعد جفاء بلغ شبه القطيعة، والهدف الاتفاق على طبيعة المرحلة المقبلة لبنانياً ونحن في فترة تشهد نقطة تحول بالغة الاهمية.

تلقى التيار انفتاح الحزب بإيجابية فسّرها على إنها استعداداً للتخلي عن فرنجية، ولذلك ستكون مهمة رئيس التيار جبران باسيل استبعاد قائد الجيش من اية حسابات مستقبلية من قبل الحزب إذا ما حان موعد التسوية، خاصة وسط الدعم المتعاظم لجوزف عون عالمياً.

هنا يبرز اسم زياد بارود، المرشح الفعلي والواقعي للتيار، لكن دون وصول بارود صعوبات كبيرة تتعلق بموقف "حزب الله" وفريقه وبموقف المعارضة وإن كان رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع أعلن انه لا يضع فيتو على بارود من دون الذهاب إلى تأييده.

على أن للحزب نظرته الأخرى في الحوار مع التيار قائمة على محاولة إقناعه بفرنجية في مقابل ضمانات كان باسيل رفضها سابقاً.

لذا نحن أمام مرحلة عض أصابع وترقب وسط انقطاع للحوار وضغط خارجي متعاظم، بينما يتشدد كل طرف بموقفه، سواء الحزب والمعارضة، أقله في الظاهر، في انتظار موعد التسوية غير القريبة.