بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 نيسان 2023 10:31ص بعد ردود الفعل على تبنّي باريس لفرنجية مبالغات في تقدير وتظهير الموقف الفرنسي

حجم الخط
اثارت الكثير من ردود الفعل والتكهنات والتفسيرات والاستنتاجات، مواقف رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من بكركي، التي اعتبرها الكثيرون بمثابة اعلان برنامج ترشيح رسمي لرئاسة الجمهورية، ومن بعدها موقف المتحدثة بإسم وزارة الخارجية الفرنسية بأن "لامُرْشحَ لفرنسا للمنصب"، ودخل لبنان بعد الموقفين في عاصفة اعلامية - سياسية ستبقى ذيولها قائمة من دون حسم حتى تبيان الخيط الابيض من الخيط الاسود.
 وفي تقديرمصدر رسمي متابع للحراك الفرنسي، أن هناك مبالغات في تقدير وتظهير الموقف الفرنسي، سواء لجهة القول والحسم ان فرنسا ما زالت متمسكة بترشيح فرنجية وتسعى لإقناع الاطراف الاخرى اللبنانية والدولية بدعمه، اولجهة القول والحسم ان فرنسا بدّلت موقفها من فرنجية واسقطته من حساباتها وتعمل على اقتراحات اخرى.
 وقال المصدر لـ "اللواء": ان فرنجية مرشح طبيعي وثابت لرئاسة الجمهورية قبل وخلال وبعد المساعي الفرنسية، ومن الطبيعي ان تكون له اطلالات اعلامية لشرح موقفه، كما ان موقف الخارجية الفرنسية "طبيعي وتقليدي" إذ لا يمكن لدولة تسعى لحل ازمة الشغور الرئاسي وتقوم بوساطات مع كل الاطراف، ان تتبنى علناً ترشيح اي شخص، لكن الثابت ان ملف الاستحقاق الرئاسي ليس بيد الخارجية الفرنسية بل بيد القصر الرئاسي الفرنسي وفريق عمل الرئيس إيمانويل ماكرون، وماقالته المتحدثة بإسم الخارجية كلام "عام ودبلوماسي" وجاء رداً على سؤال، بينما كان مؤتمرها الصحفي لموضوع آخر غير الموضوع اللبناني. 
    ويرى المصدر ان المسعى الفرنسي ما زال قائماً بدعم فرنجية وقد تكونهناك خيارات اخرى لاحقاً، وقد يتم تفعيل هذا المسعى بالتواصل مع شخصيات لبنانية اخرى بعد دعوة فرنجية ورئيس "الكتائب" سامي الجميل الى باريس للقاء مستشار الرئيس باتريك دوريل، ومنها لقاءه ممثل للتيار الوطني الحرالنائب سيمون ابي رميا، لكن هذا المسعى الفرنسي لم - وربما لن- يصل الى النتيجة المرجوة قريباً نتيجة تعقيدات الازمة وتداخل اطراف كثيرة داخلية وخارجية فيها، وهي مختلفة التوجهات والاهداف. ولن يتم تظهير اي نتيجة قبل حسم ملفات اخرى في المنطقة اكبر واهم من ملف لبنان ، بدءاً من اليمن وصولاً الى سوريا وحل موضوع علاقاتها بالدول العربية، وموضوع عودتها الى جامعة الدول العربية، التي لا زالت هناك عوائق امامها مرتبطة بالموقف السوري نفسه من الشروط التي تطرحها بعض الدول العربية لعودتها.
لكن تعدد القراءات لمواقف فرنجية من طرفي المؤيدين لترشيحه والمعارضين له، دفعت فرنسا الى تخفيف الاندفاعة اللبنانية في التفسير والتحليل والاستنتاج، والى تكثيف تحركها "الاستطلاعي" مع لبنان والدول المعنية، لحين نضوج الحراك الاقليمي حول الملفات الاخرى، وكبح جماح التعطيل الاميركي القائم في الظل لكل هذا الحراك الاقليمي، سواء التقارب السعودي- الايراني او الانفتاح العربي على سوريا... ومع ذلك تؤكد كل التسريبات حتى من معارضي وصول فرنجية، ان فرنسا ما زالت متمسكة بترشيحه وانها تسعى لإقناع الاخرين لكن بعروض مختلفة عمّا سبق وطرحته.