بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 تشرين الثاني 2022 08:04ص بعد فشل كل سيناريوهات التمديد والتمرّد ومخالفة الدستور.. عون يغادر بعبدا مُحبطاً بلا ضمانة لانتخاب باسيل رئيساً

حجم الخط
كان يوم الأحد الماضي، يوم مغادرة رئيس الجمهورية ميشال عون قصر بعبدا، ايذانا بانتهاء ولايته الرئاسية المشؤومة، يوما مشهودا، بكل ما للكلمة من معنى، ليس بحشد المناصرين والمؤيدين والمظاهر الاحتفالية الفضفاضة، بل بخروج الرئيس من القصر، رغما عن ارادته وخلافا لرغبة التيار الوطني الحر، بالبقاء فيه، بعد فشل كل سيناريوهات التهويل بالتمديد، والتمرد، او بتشكيل حكومة جديدة من جانب واحد، وانعدام التأييد والدعم الداخلي والخارجي، لأي من هذه السيناريوهات الهزلية المخالفة للدستور.
وقائع خروج عون على هذا النحو، جاءت لتؤكد انكشاف مسلسل الاكاذيب والوعود الوهمية التي اغدقها على اللبنانيين، ولم ينفذ منها وعدا واحدا وبقيت كلها معلقة في سوق المزايدات السياسية، حتى اخر يوم من عمر العهد، فيما عكست ممارسات وسلوكيات النائب جبران باسيل، نهجا مغايرا لشعارات العهد ووعوده الرنانة، وانغماسا في الصفقات وملفات الفساد ونهب الاموال العامة بالكهرباء وغيرها، لم يسبق لها مثيل.
اظهرت احتفالية مغادرة ميشال عون، بالبهرجة والاغاني الحماسية، العزلة العونية عن باقي الاطراف السياسيين ومكونات الشعب اللبناني بنهاية العهد، والفارق الكبير بالانكفاء عنه، قياسا على الالتفاف السياسي من حوله بداية الولاية، وكشفت بوضوح، انقلاب عون وباسيل على الاتفاق المعقود مع القوات اللبنانية، قبل الانتخابات الرئاسية الماضية والتملص من موجباته ومفاعيله بتقاسم السلطة، وضرب التفاهم مع زعيم تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري، الذي سهّل انتخاب عون للرئاسة، بالرغم من العقبات والعراقيل التي كانت تعترض طريقه يومذاك.
تجارب التعاطي مع ميشال عون وصهره النائب جبران باسيل، لا تشجع على تكرار التجارب الفاشلة معه من جديد، وكل محاولاته للحوار والانفتاح على باقي الاطراف السياسيين تواجه بالرفض والطريق المسدود، لاسيما في خضم الانتخابات الرئاسية، لانه لايؤمن له وعد ولا عهد.

وعيد وتهديد بالخراب والفراغ ولا بصمة مُشرِّفة يمكن التباهي بها

لم تحجب زحمة المتجمهرين ولا خطاب الرئيس ميشال عون، اخفاقات العهد العوني وفشله الذريع بادارة السلطة، وسوء الاداء بممارساته الخاطئة واللادستورية في احيان عديدة، وتعطيل تشكيل الحكومات وعرقلة مهماتها، والتسبب بالكارثة المالية والاقتصادية والازمات المستنسخة عنها.
خرج ميشال عون من قصر بعبدا، رغما عنه، محبطا مع تياره ضمنيا، بلا حليف اوصديق، يشدّ على يده باستثناء اشادة رفع عتب من حليفه الوحيد حزب الله، الذي لم يقف الى جانبه بتشكيل الحكومة الجديدة، ولم يحظ منه بوعد او التزام، يضمن تأييد ترشيح صهره للرئاسة دون سائر المرشحين على الاقل.
احتفالية بعبدا الشعبية، لم تظهر بصمة مشرقة بيضاء واحدة، انجزها عهد ميشال عون، يتباهى بها امام اللبنانيين، وحتى في المغادرة، ابى ان يترك الرئاسة، بلا وعيد وتهديد بالخراب والفراغ والفوضى السياسية والدستورية، فوقّع مرسوم استقالة حكومة تصريف الأعمال، بالرغم من معرفته ان هكذا مرسوم، لا مفاعيل دستورية له.