يأخذ موضوع انتخاب رئيس جديد للجمهورية أبعاداً غير متوقعة أو معقولة، فهو على الأقل يشغل بال ثلاثمائة وأربعة وثمانين حزباً وتياراً وهيئة وتجمعاً وكتلة سياسية لبنانية، ورؤساء الجمهورية والحكومة والوزراء والنواب الحاليين والسابقين، ورؤساء الطوائف والمجالس الروحية والمذهبية، ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة والإلكترونية، واختصاصيي إطلاق الشائعات، والسفارات والقنصليات «الأصلية» والفخرية، ومنظمات المجتمع المدني ومراكز الإحصاءات والدراسات وقارئي الطالع، وباختصار، هو يشغل بال حوالي خمسة ملايين لبناني مقيم ومغترب، وربما حوالي ثلاثة ملايين لاجئ سوري وفلسطيني وعراقي في لبنان!
وإقليمياً، يشغل موضوع انتخاب رئيس جديد للبنان بال سبع دول إقليمية (على الأقل)، وكذلك جامعة الدول العربية بقضِّها وقضيضها وأمينها العام الدائم القلق ... مباشرة أو بالواسطة.
ودولياً، يشغل الموضوع بال الدول الكبرى، ومجلس الأمن الدولي، وهيئة الأمم المتحدة، وكذلك الاتحاد الأوروبي (ومن لفّ لفّه)، فقط راقبوا التصريحات!
في خضمّ هذا وذاك يُعيب المشهد «المهيب» أنني وأنت فقط غائبان عن هذه «العراضة» وهذا «الاستحقاق المصيري»، نلتهي للأسف بأمور سخيفة يفترض أن لا نحكي عنها مثل سرقة مدخرات العمر في المصارف، وانعدام فرص العمل وهجرة الأبناء، وسوء الخدمات وتفاقم الغلاء، ومشاكل الكهرباء والماء، وهمّ الخبز والكساء، وتزوير الأدوية والسلع الغذائية وذلّ، الأقساط المدرسية والاستشفاء والدواء!
أما بخصوص ما يجري من طرح أسماء مرشحي رئاسة الجمهورية فهو إما لحرقها وإما لتمرير الوقت وإما لتضييع «الشنكاش»، وحتى على سبيل الترويج والشهرة والاستعراض والمزاح: سليمان فرنجية، سمير جعجع، جبران باسيل، ميشال معوض، جوزاف عون، جهاد أزعور، دميانوس قطار، زياد بارود، نعمة افرام، صلاح حنين، إبراهيم كنعان، إميل رحمة، عصام خليفة، ناصيف حتي، تريسي شمعون، مي الريحاني، سليم إده، مروان شربل، فريد إلياس الخازن، فاديا كيوان، بيار الضاهر، سمير عساف، سهيل عبود، مرشد ضاهر، زياد حايك، سايد بطرس فرنجية، بشارة أبي يونس ... بينما كلمة السر لم تصل من الخارج!
وإلى اللقاء مع العرض القادم من المسرحيّة الفكاهية «تعا ننتخب رئيساً» على مسرح النجمة!