بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 تشرين الثاني 2023 12:00ص جنس الملائكة!

حجم الخط
لا يُرضي العباد سوى ربّ العباد... فئة تُطالب حزب الله بفتح الجبهة كاملة وفئة ضد هذا التوجّه، فئة تُهلل لحركة حماس وتدعو لها وفئة تتهمها بالتوريط.
بغضّ النظر عن الموقف الصحيح والموقف الباطل، علينا أن لا نقع في فخّ جدل أهل بيزنطة، إذ بينما كان مصير الإمبراطورية بأكملها على المحك، كان مجلس شيوخ المدينة مشغولاً بمناقشة أمور لاهوتيّة لا طائل منها، مثل جنس الملائكة (أهُم من الذكور أم من الإناث؟)، وحجم إبليس (هل هو كبير بحيث لا يسعه أيّ مكان، أم صغير بحيث يُمكنه العبور من ثقب إبرة؟).
وبينما كان الجدل مُحتدماً في قاعة مجلس الشيوخ، كان القتال الضاري يدور في شوارع بيزنطة بعد أن تمكّن جنود السلطان الفاتح محمد الثاني من اقتحام أسوارها، ومن ثمَّ السيطرة عليها.
الآن، في موضوع غزّة، فإن الأولويّة المُطلقة يجب أن تكون العمل بكل الوسائل والإمكانات لدعم صمود أهالي غزة والحفاظ عليهم، وفقط أهالي غزة يجب أن يكونوا شاغلنا وأن يكونوا مجال القول والمقال والعمل والسعي، وكل ما يهمّ الآن هو وقف الهجمة البربرية وحجب دماء الأبرياء في غزة.
نحن نكتب الكلمات بمداد أسود على الورق، في حين يُسطِّر الشهداء أروع الملاحم بالدم... فلنخجل أمام عظمة الاستشهاد، ولنقل خيراً أو نصمت!
قال الإمام علي (كرّم الله وجهه) «لا رأي لمن لا يُطاع» أي لمن ليس في موقع القرار، كما أن من المنطق أن لا رأي لمن لا يملك المُعطيات والأسانيد، لذا فلنكفّ عن التنظير والسجال والمشاحنة، ونركّز على المساهمة في تضميد الجراح، وكفكفة دموع الثكالى، وتأمين لقمة الجياع وحليب الرّضع، ونتّقي الله في أعصابنا وأعصاب الناس!