بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 آب 2023 12:00ص «حزب الله» يردُّ على باسيل عبر بري

قيادي في المعارضة: لودريان متمسّك بفرنجية ولا يعكس موقف الخُماسية

حجم الخط
مع اقتراب عودة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان الى البلاد لمتابعة مهمته أو لوضع خاتمة سلبية مشرفة لها، لا يبدو ثمة أفق لتسوية الأزمة.
خرجت المعارضة أخيراً بموقف متصلّب في وجه الرجل الذي بات قدومه من عدمه واحداً لناحية عدم تحقيق خرق في جدار الواقع وصولاً الى إمكانية أن تفتح زيارته الباب أمام المزيد من التوتر الداخلي في حال فشله.
يلفت قيادي في المعارضة النظر الى ان نجاح مهمة لودريان في يده تماماً كفشلها. الأمر منوط به، فإما العودة الى مضمون رؤية الخماسية الدولية العربية والانفتاح على الأفرقاء المعارضين لوصول مرشح الثنائي «حزب الله» وحركة «أمل» والتخلّي عن الأمل الكامن في نفوس المبادرة الفرنسية المستجدة بوصول سليمان فرنجية الى الرئاسة، وإما إعلان فشل مهمة المبعوث الفرنسي وفتح الأبواب أمام المجهول.
عودة إلى 2005
والحال ان موقف المعارضة ما زال على تشدّده ويعود أركان فيها بالزمن الى الوراء أكثر من 20 عاماً، تحديدا الى مرحلة ما قبل الانسحاب السوري في العام 2005 وما تلاها من تغيّر في موازين القوى تأمله المعارضة التي اصطف عمادها الأساس في قوى ما عرف سابقاً بـ 14 آذار التي تمخضت عن متغيّرات ما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005.
من هنا ليس هذا التشدّد آنيّ اللحظة السياسية، بل يأتي ضمن رؤية شاملة في كيفية مواجهة «حزب الله» ومحوره.
ولذلك شرعت المعارضة عبر خطتها طويلة الأمد الى شدّ أواصرها وتعزيز البيت الداخلي، عبر عمل داخلي يحصن الصفوف ويثبتها على طريق إطلاق طابع جبهوي وطني سياسي مقبل عابر للطوائف، حسب القيادي في المعارضة.
«إلّا إذا»
لا تعير المعارضة الكثير لمتغيّرات داخلية حُكي عنها لتعزيز حظوظ فرنجية من باب الحوار القائم منذ أسابيع بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر».
الأمر لا يعدو كونه محاولة باسيلية لتعويم نفسه لتحقيق جملة من الأمور.
فهو يريد شراء الوقت، وتأخير حظوظ قائد الجيش جوزيف عون الذي سيتقاعد في كانون الثاني المقبل، وإعادة وصل ما انقطع مع الحزب أولا على طريق إبعاد فرنجية ثانياً وهو الهدف الاهم لباسيل.
إذاً يريد باسيل حسب وجهة النظر هذه تحقيق المكاسب من وراء رفع شعار اللامركزية المالية الموسّعة، من دون استبعاد المعارضة مفاجأة كبرى سلبية من الحوار تؤدي بالقبول بفرنجية، فالثقة بباسيل غائبة حتى في لحظة التقاطع على جهاد أزعور الذي، للغرابة، ما زال يحظى بتأييد التيار في ما لو حصلت الانتخابات الرئاسية في هذه اللحظة!
من هنا فحوار باسيل «حزب الله» غير مجدٍ، «إلّا إذا»، وهي «إلّا إذا» مفتوحة على كل الاحتمالات.
على أن هذا الحوار تحول دون نتائجه معوقات كبرى لا يريد الطرفان إبرازها علنا، لكن يمكن تنسّم مؤشراتها في التصعيد القائم بين باسيل وأركان على قرب من الرئيس نبيه بري.
فعودة هجوم باسيل على المنظومة من باب الرحلة الغازية في الجو واتهام بري والرئيس نجيب ميقاتي بمحاولة سرقة إنجاز الرئيس ميشال عون، والتصعيد المقابل ضده من مقرّبين من بري، ليس سوى مثالاً بسيطاً على تعثّر الحوار بين التيار والحزب الذي يردّ على باسيل عبر ما يخرج من أجواء بري أو منه مباشرة.
كل ذلك لا يؤشر إلى جو إيجابي على الصعيد الرئاسي مهما كان الحديث عن رئيس في أيلول وعن جلسات متتالية لانتخابه تزامناً مع زيارة لودريان الذي يقوم بـ«قتال تأخير» لإنجاح مهمته.