بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 أيلول 2023 12:00ص ديبلوماسي غربي: "حزب الله" لا يريد رئيس جمهورية غير مقبول مسيحياً

حجم الخط

حدثان طبعا الأيام الماضية على صعيد التطورات المتعلقة بالحراك المستجد (إذا صح التعبير) الرئاسي.

الأول التأكيد الرسمي غير الموارب من قبل المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان حول ضرورة اعتماد الخيار الرئاسي الثالث. وجاء التعبير الفرنسي هذه المرة علناً بعد حديثه عن هذا الخيار في الأروقة المغلقة، وهو اختار للاعلان عن ذلك حديثا مع "وكالة الصحافة الفرنسية".

هذا يعني الطيّ الواقعي لصفحة ترشيح سليمان فرنجية مثلما هو طيّ لترشيح جهاد أزعور الذي لم يكن سوى لتطيير ترشيح فرنجية بعد أن فشل ترشيح سلفه ميشال معوض بذلك، وقد جاء ترشيح أزعور بهدف ذلك تحديداً من قبل متحمسين له في المعارضة ("اللواء" 3 حزيران 2023).

الحدث الثاني تمثل في نعي الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري والذي مثل ضربة مسيحية كبيرة عززت عملية إبعاد فرنجية وأظهرت الموقف المسيحي موحداً ومكللاً بموقف المرجعية الدينية الكبرى: بكركي.

الواقع أن أي حوار يعد ضروريا وأساسيا لتقريب وجهات النظر، لكن التجارب السابقة لم تفعل مع الوقت سوى بزيادة الشقاق بين اللبنانيين. والحوار حول شخصية رئيس الجمهورية المقبل لم ينص عليه الدستور الذي نص في المادة 49 منه على كيفية انتخاب الرئيس وآليتها الواضحة عبر الإقتراع السري بغالبية الثلثين في الدورة الأولى ويكتفي بالغالبية المطلقة في دورات الإقتراع التالية.

ثم أن الحوار على الرئيس سيدعو في المستقبل إلى حوارات أخرى لم يلحظها الطائف أيضا مثل هوية رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء، وهو ما لن يرضى به أحد.

لقد كان مقدرا للحوار في حال نجاح انعقاده أن يخفف من غلواء الهيجان الحاصل، إلا أنه ليس منة من أحد، والأجدر أن يتم عبر صيغة ثنائية تفيد أكثر، وهو ما يتردد أن لودريان سيدعو إليه هذه المرة تحت عنوان التشاور وليس عبر طاولة واحدة يترأسها قطب في الخلاف الرئاسي الحاصل، ما أقر بري به نفسه سابقاً وهو الذي لم يخف انحيازة الكبير لفرنجية.

من هنا سيكون على رئيس الجمهورية المقبل أن يدعو إلى حوار كهذا يقارب القضايا الشائكة للبنانيين وثغرات دستور الطائف وكيفية حماية العيش المشترك مستقبلاً وسط هذا الانقسام المرير.

حتى ذلك الحين ستمرّ البلاد في مرحلة تقطيع للوقت وفراغ الى حين أن تسفر المساعي الخارجية عن حل أو بالأحرى تسوية ما يعلم الجميع حتى مؤيدي فرنجية أنها لن تأتي سوى برئيس تسوية يرضى عنه المسيحيون.

فـ"حزب الله"، العامود الفقري لمحور داعمي فرنجية، يحضّر الأرضية، حسب شخصية ديبلوماسية غربية، للحديث عن شخصية بديلة، والموقف الإيراني مثلما هو موقف الحزب، هو لعدم استفزاز المسيحيين وتعميق جراحاتهم وإحباطاتهم.

لذلك الأمر يتعلق بأسماء ذكرت في الإعلام وغيرها موجود في السر لعدم الحرق، لكن الأمر في حاجة الى عامل الزمن في الوقت الذي لم يعد للبنانيين الصبر على اجتراح حل يضع اللبنة الأولى على طريق خروجهم من مستنقعهم.

فللحزب هواجسه المتعلقة باستقرار البلد الذي لا يتحقق سوى بحفظ اقتصاده، كما أن قضية النازحين تشغل باله وهو تهديد أمني في الدرجة الاولى يعيره الحزب أهمية كبرى إلى جانب تهديده الاقتصادي، حسب المصدر الديبلوماسي.

الجميع لديه الهاجس نفسه والمؤسف أن هذا التهديد مرشح للتصاعد في الوقت الذي يقف فيه لبنان عاجزا أمام سطوة غربية أو لا مبالاة أقله، تجاه العبث بمصير بلدهم. لكن هذا لن يمنع المعارضة من المضي في تشددها خاصة بعد تحقيقها "إنجازات" في صراعها مع "الثنائي" شكل ضرب الحوار أحدثها، وجعل موقف فرنجية في موقف الدفاع، أهمها.

تخلص هذه القراءة إلى أن مرحلة تقطيع الوقت هذه قد تشهد خروقات في الأروقة المغلقة بين الأميركيين والسعوديين والإيرانيين، أي الخماسية زائد الإيراني، لذا ليس بالضرورة عبر اللاعب القطري الذي تولى المهمة بديلاً عن الفرنسي في لبنان، لكنه قد يحتفظ بدوره بعملية الإخراج عند نضوج التسوية.. التي تبدو غير قريبة.