بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 كانون الأول 2023 12:01ص رسالة سوناك والميلاد.. وهدية «ستيفن فلين» لأطفال غزة

حجم الخط
هدية عيد الميلاد لأطفال غزة في هذا الشتاء لم تكن وقف إطلاق النار الذي منعه الفيتو الأميركي المجرم مراراً في مجلس الأمن والخزي والعار، وشاركه الصمت البريطاني بالامتناع عن التصويت، وهو صمتٌ جبان، وصمت خذلان الحق ونُصرة الباطل، وصمت الموافقة على مواصلة العدو الإسرائيلي لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وصمت إباحة قتل الأطفال في زمن العيد وميلاد السيد المسيح عليه السلام، وصمت الخزيان في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي صوّت منها ١٥٣ من أصل ١٩٣ دولة لوقف إطلاق النار، ومن بينها حلفاء بريطانيا؛ فرنسا وإيرلندا وكندا وإسبانيا وأستراليا، كما قال زعيم الحزب الوطني الإسكتلندي «ستيفن فلين» الذي أحرج رئيس وزراء بريطانيا «ريشي سوناك» بسؤاله في مجلس العموم البريطاني: «هل يمكن لرئيس الوزراء أن يشارك رسالته بمناسبة عيد الميلاد للأطفال الذين يتعرضون للقصف في غزة هذا الشتاء؟».
أراد النائب الشُّجاع في البرلمان البريطاني «ستيفن فلين» إرسال هدية بسيطة بمناسبة عيد الميلاد لأطفال غزة، لعلّ موقفه وكلماته تصل إلى ضمائر حيّة وأخرى لا تزال تحتاج إلى من يوقظها لمنع قتل المزيد من آلاف الأطفال الغزّيين، وقتل فرحة العيد وسلام السيد المسيح وكرامة الإنسان، وسحق الأحلام وكنز البراءة في عيون الأطفال بقصف الطائرات والمدافع والدبابات التي لم توفّر مبنى سكني ولا مستشفى أو مدرسة أو مركز لإيواء النازحين وجميع سكان قطاع غزة البالغ عددهم مليونان وثلاثمائة ألف فلسطيني. وقد اكتفى سوناك بتعبيره عن القلق بشأن التأثير المدمر للقتال على السكان المدنيين منهم، وهو ما أكده بحسب قوله لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأصمّ «بنيامين نتنياهو»، محمّلاً المسؤولية في استمرار الصراع لأكثر من اللازم إلى حركة حماس بسبب إطلاقها الصواريخ على إسرائيل وعدم إطلاقها سراح جميع الرهائن، وزاعماً أن موقف بريطانيا الثابت هو دعم وقف إطلاق النار المستدام!
الحزن وصمت الآلام أيضاً كان مسيطراً على مدينة بيت لحم في ليلة عيد الميلاد المحترقة بنيران الحرب على غزة. بقيت الصلوات والدعوات وحدها أمل أبناء الأرض ورجائهم ولجوئهم إلى صاحب السموات والأرض لوقف سفك الدماء وقتل الأطفال والأبرياء، وإحلال السلام بعد ٨٠ يوماً على اندلاع الحرب الأكثر دموية في تاريخ الحروب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، حيث بلغ عدد الضحايا القتلى والمصابين حوالي ٢١٠٠٠ شهيد، و٥٥٠٠٠ جريح. وألغت بلدية بيت لحم جميع الاحتفالات، وغابت شجرة الميلاد ومظاهر الفرح وبهجة العيد لتحلّ مكانها مشاعر الأسى واللوعة لفراق وفقدان الأهل والاحبة، وصور القتل والدمار والتهجير لجميع سكان غزة وأطفالهم المعرضين لشتّى أنواع المخاطر الحياتيّة من المجاعة وتفشّي الأمراض وانعدام السكن والملاذ الآمن والدواء.
في رسالته لمناسبة عيد الميلاد لسنة ٢٠٢٣، والتي تناول فيها الوضع الإنساني اليائس للفلسطينيين في غزة، وعبّر من خلالها عن حمل الألم في قلبه من أجل ضحايا الهجوم الذي قامت به حماس في السابع من تشرين الأول، طالب البابا فرنسيس بالإفراج عن الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، ودعا إلى وقف العمليات العسكرية ونتائجها المرعبة التي تتسبب بسقوط ضحايا وأبرياء مدنيين، وإلى السماح بدخول المساعدات، وتوقف تأجيج العنف والكراهية من أجل حل القضية الفلسطينية عبر الحوار بين الطرفين وتوافر الإرادة السياسية القوية والدعم والمؤازرة من المجتمع الدولي. وبين رسالة البابا فرنسيس الداعية إلى السلام ورسالة سوناك الممهورة بحبر البيت الابيض وسيوف نتنياهو، يبقى الشعب الفلسطيني صابراً ومجاهداً حتى يدفع الله عنهم ظلم المجرمين. وبالإذن من «أبو عُبيدة»: «وإنّه لجهاد نصرٌ أو استشهاد».