بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 شباط 2024 12:01ص ساحات وطوابع وميداليات في إسرائيل تحمل أسماء رؤساء وملوكاً عرباً

حجم الخط
كرّمت إسرائيل حكاماً عرباً عبر إطلاق أسمائهم على ساحات وشوارع، وحدائق وغابات، وإصدار ميداليات وطوابع تذكارية تحمل صورهم.
أقدمت السلطات الإسرائيلية عام 1999على إصدار ميداليات تذكارية للعاهل الأردني الملك الحسين بن طلال (ذهبية من عيار 14 قيراطاً، وفضية، وبرونزية)، تحمل نقشاً للملك الحسين على جهة، والعلمين الإسرائيلي والفلسطيني على الجهة الثانية مع عبارة «السلام لأبناء إبراهيم».
وفي عام 2000 تمّ تدشين غابة جديدة في صفد باسم الملك حسين.
كما أصدرت إسرائيل للمرة الأولى في تاريخها، عام 2015، طابعاً بريدياً تكريماً لزعيم دولة عربية، في ذكرى وفاة الملك الحسين عام 1999، الذي تجمع بلاده بإسرائيل «اتفاقية سلام» تحمل اسم «وادي عربة».
ووصفت إسرائيل العاهل المغربي الملك الحسن الثاني بأنه «أحد قادة السلام»، وعند وفاته عام 1999 أصدرت طابعاً بريدياً يحمل صورته احتفاءً بفترة حكمه التي قالت عنها إنها «تميّزت بالتسامح تجاه اليهود»، وتقديراً لـ«مساهمته كوسيط في اتفاقية السلام التاريخية بين مصر وإسرائيل».
وبعد إصدار الطابع البريدي، سافر وزير الإعلام الإسرائيلي حينها وعدد من المسؤولين إلى المغرب وسلّموا الطابع إلى خليفته الملك محمد السادس في حفل رسمي، من باب «التكريم لذكرى أحد القادة البارزين في منطقتنا الذين عملوا بجد لتعزيز السلام في الشرق الأوسط».
وأيضاً، ومن باب التكريم للملك الحسن الثاني، وبمناسبة ذكرى ميلاده الـ91، أطلقت إسرائيل عام 2020 اسمه على أحد الشوارع الرئيسية في بلدة «كريات عكرون» في وسط إسرائيل، بالإضافة إلى تشييد «نصب لتخليد ذكراه» في مدينة «بيتاح تيكفا»، إلى جانب إقامة حديقة في مدينة «أشدود»، وممشى في مدينة «كريات جات».
وأطلقت إسرائيل اسم الرئيس المصري الراحل أنور السادات على دوّار في حي «رمات بيغين» في مدينة حيفا في عام 2009، تكريماً لجهوده من أجل السلام في المنطقة كأول رئيس عربي يوقع معاهدة صلح مع إسرائيل عام 1979.
لا عجب في تكريم إسرائيل لهؤلاء الحكام «العرب»!
الملك حسين التقى غولدا مائير رئيسة وزراء العدو في 25 أيلول 1973، بناء على طلبه، في منشأة للموساد خارج تل أبيب، وفي اللقاء «كشف لإسرائيل معلومات استخباراتية حول نوايا سوريا لشن حرب لاستعادة مرتفعات الجولان» التي استولت عليها إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967، كما جاء في وثائق تفاصيل الاجتماع التي كتبها رئيس مكتب رئيسة الوزراء حينها إيلي مزراحي، ونشرها لاحقاً في مذكراته.
وتُظهر الوثائق أنه تمت الإشارة للملك حسين بلقب «ليفت Lift» (أي المصعد أو الرافعة) للتغطية على هويته، إذ ذكرت الوثائق حرفياً «أخبرنا ليفت خلال المحادثة أنه تم إبلاغه من مصدر فائق الحساسية أن جميع الاستعدادات بخصوص عملية سورية قد اكتملت، وأن جميع الوحدات كانت في مواقعها بالفعل لمدة يومين بما في ذلك القوات الجوية والصواريخ».
كما كشف نائب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلى الأسبق أهارون ليبران خلال مقال نشره فى صحيفة «يسرائيل هايوم»، أن الملك حسين دأب على توجيه الإنذارات بشأن نوايا سوريا ومصر الحربية ثلاث مرات على الأقل فى شهر أيار وتموز وأيلول من عام 1973.
وفي عهد الملك الحسن الثاني نفذت الموساد عملية ياخين بين تشرين الثاني 1961 وعام 1964، والتي هُجِّر خلالها بشكل سري أكثر من 97 ألف يهودي مغربي عبر أوروبا إلى إسرائيل، وتلقى المغرب تعويضات مالية.
وقال الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية شلومو غازيت، في حوار نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، إن الملك المغربي الحسن الثاني مكّن إسرائيل من الحصول على تسجيلات سرية لكل ما دار في القمة العربية بالمغرب عام 1965.
ونقل شلومو أن فريقاً من الاستخبارات الإسرائيلية زار المغرب قبل موعد القمة بتنسيق مع النظام المغربي، وتسّلم مباشرة بعد نهايتها كل التسجيلات لما دار في القمة. وقد شكّلت هذه العملية واحدة من «أكبر إنجازات الاستخبارات الإسرائيلية» وفق تصريحات رئيسها في تلك الفترة، إذ استعدت إسرائيل من خلال الاطلاع على تفاصيل التسجيلات لحرب مرتقبة مع الدول العربية، وتعرّفت على حقيقة قدراتهم، خاصة تلك التي تخصّ الجيش المصري.
وقد لعب الملك الحسن الثاني دوراً مهمّاً في التقريب بين مصر وإسرائيل، عن طريق تسهيل وتشجيع الاتصالات السرية بين الطرفين. فقام بترتيب أهم لقاء سرّي جرى قبيل زيارة السادات إلى القدس، عام 1977، بين وزير الأمن الإسرائيلي موشيه ديان، ومستشار السادات المقرّب حسن التهامي حيث اجتمعا في المغرب وبرعايته.
أما الرئيس السادات فهو زار إسرائيل في القدس وليس في تل أبيب، وفتحَ باب التطبيع مع العدو الصهيوني والاعتراف به على مصراعيه، وعلى نطاق واسع، علناً ورسمياً.