عندما تستهجن أن يصل الدخل الإجمالي لحفل الفنان الجنوب أفريقي بلاك كوفي Black Coffee، والذي أقيم على بُعد أمتار من مكان تفجير مرفأ بيروت، في حدود الـ 1.5 مليون دولار... يُقال لك إنه «شعب يُحبّ الحياة»!
هل نتحدث عن الشعب نفسه التي اغتصبت ودائعه المصرفية وجنى عمره، ولم يُحرّك ساكناً وهو يرى لصوص المصارف والصرافين يسرحون ويمرحون أمام ناظريه ويعيشون بأبهى حلّة وأرغد عيش؟!
هل نتحدث عن الشعب نفسه الذي يأكل الأغذية الفاسدة منتهية الصلاحية ويتناول الأدوية المزورة، ومع ذلك يقف في طوابير الذلّ في سكون، راضخاً، ومستكيناً؟!
هل نتحدث عن الشعب نفسه الذي خدعه السياسيون مرة وثلاث ورباع وباعوه رخيصاً، ولم ينتفض لكرامته وحقوقه، بل هرول وأعاد انتخابهم مرة أخرى لكي يركبوا ظهره سعداء مرتاحين لولاية جديدة؟!
هل نتحدث عن الشعب المخدّر نفسه الذي ينهض من مصيبة ليقع بأشدّ منها، ورغم ذلك يطلب المزيد؟!
هل نتحدث عن الشعب الذي يُسرق ويُخطف ويُطلق الرصاص عليه، ويسرح ويمرح القتلة ومروّجو المخدرات ومهرّبو المحروقات سالمون غانمين أمام عينيه؟!
كيف نصف شعباً ينتفض من أجل سنتات معدودات كانت ستُفرض على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يفعل شيئاً بخصوص اختفاء أدوية السرطان لفلذات أكباده؟!
معيبٌ أن يُوصف الشعب المُستكين الخانع الفاقد الكرامة بأنه شعب يُحب الحياة، بل هو جمعٌ يُدمن الإذلال والعبودية والسلبيّة!