بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 تشرين الثاني 2022 03:45م صعوبة كسر أحد الفرقاء ترجح خيار قائد الجيش كرئيس توافقي

حجم الخط
كان لافتاً، دخول رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على خط الاستحقاق الرئاسي، بترشيحه رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وتمنيه أن يصل الرجل إلى "قصر بعبدا". وهو ما رفع من منسوب المواجهة الدائرة بين الموالاة والمعارضة، بما يتصل بالانتخابات الرئاسية، حيث يعمل كل فريق على إعداد الخطة المطلوبة التي سيخوض على أساسها هذا الاستحقاق . ويكشف كلام ميقاتي أن المؤيدين لخيار فرنجية، ليسوا حكراً على "حزب الله" وحلفائه، بقدر ما أن هناك أطرافاً نيابية في موقع "الوسط"، لا تمانع في دعم فرنجية، في حال حصل على الدعم الداخلي والدولي المطلوب لانتخابه .

وإذ لا يتوقع أن تسفر جلسة الانتخاب السادسة، الخميس المقبل، عن حصول أي مفاجأة، وإن قد تشهد الجلسة ارتفاعاً في أعداد الأصوات التي سينالها مرشح المعارضة النائب ميشال معوض، إلا أن المعطيات المتوافرة لموقع "اللواء"، لا تلحظ أي تغيير في مواقف نواب الفريق الآخر الذين سيستمرون في الاقتراع بالورقة البيضاء، في وقت يعمل "حزب الله" على تحضير الأجواء الملائمة، لكي يعلن فرنجية عن ترشيح نفسه للرئاسة الأولى في مرحلة لاحقة، دون استبعاد حصول تغيير في موقف "اللقاء الديمقراطي" لصالح فرنجية، في حال نجح رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يتوافق هذه المرة مع حليفه على دعم فرنجية، في تغيير موقف حليفه رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، إضافة إلى ميقاتي وعدد من النواب المستقلين الذين قد يوفرون لرئيس "المردة" الأصوات المطلوبة، للوصول إلى "قصر بعبدا".

وفي مقابل تمسك كل طرف بمرشحه، فإن عداد جلسات الانتخاب مرشح للارتفاع على نحو قياسي، طالما أن الأرضية لم تجهز بعد، لانتخاب رئيس للجمهورية، أو على الأقل التوافق على شخصية تكون مقبولة من معظم الأطراف الداخلية، ويحظى بالدعم الإقليمي والدولي، في وقت ترى مصادر نيابية معارضة، "وجوب أن تنصب الجهود لمنع حزب الله من تحقيق هدفه بانتخاب فرنجية أو غيره من قوى الثامن من آذار"، مشددة على أن "وصول أي شخص من هذا الفريق، يعني أن لبنان سيبقى 6 سنوات أخرى على ما هو عليه من تراجع على مختلف المستويات . ولذلك لا بد من انتخاب رئيس سيادي لا يهادن ولا يساير".

وانطلاقاً منا تقدم، هل أن الظروف قد تسمح بانتخاب رئيس سيادي، كما تريد المعارضة؟ تجيب أوساط سياسية مراقبة، أن "لبنان محكوم بالتوافق . ولذلك يستبعد أن يكسر أحد الفرقاء الفريق الآخر، وينجح في إيصال مرشحه . وبالتالي فإنه لن ينتخب ولو طال الشغور، إلا رئيس توافقي ووفاقي في آن، كي يربح البلد، ولا يظهر فريق من الفرقاء في موقع المهزوم . وهذا ما يرفع من أسهم قائد الجيش العماد جوزف عون الذي قد يكون مخرجاً مناسباً للجميع، أو في حال تم التوصل إلى دعم شخصية مدنية للرئاسة الأولى، وهو أمر مستبعد حتى الآن" .

وعلم موقع "اللواء"، أن رئيس مجلس النواب، بصدد عقد سلسلة مشاورات مع القوى السياسية، في إطار تعبيد الطريق أمام انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، لأن إطالة أمد الشغور، تحمل في طياتها مخاطر جسيمة على مختلف الأصعدة، بعدما وصلت حالة الاهتراء في البلد إلى مرحلة لا يمكن التكهن بتداعياتها على مستقبله السياسي والاقتصادي، وفي ظل تحذيرات دولية من مغبة الفشل في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يضع لبنان على سكة التعافي .