بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 تشرين الأول 2023 12:00ص صهاينة توقّعوا زوال إسرائيل

حجم الخط
ما بين التنبؤات التوراتية، والتحليلات السياسية والاستخباراتية، واستقراء الانقسام الداخلي غير المسبوق في الكيان الصهيوني، وفقدان جيش إسرائيل الروح القتالية والاستعداد للتضحية، واعتماده الكامل على سلاح الجو والمسيّرات ومنظومات الدفاع الجوي، وغياب القيادات الصهيونية التاريخية، فقد توقّع هؤلاء النخب من قيادات الصهاينة زوال كيان إسرائيل، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر:
- رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن في عيد العرش (أو المظال) في تشرين الثاني عام 2017: سأجتهد لأن تبلغ إسرائيل عيد ميلادها المائة لكن هذا ليس بديهياً، فالتاريخ يعلمنا أنه لم تعمّر دولة للشعب اليهودي أكثر من ثمانين سنة وهي دولة الحشمونائيم.
- رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت قال في 3 حزيران 2022: نواجه جميعاً لحظة مصيرية، فقد تفككت إسرائيل مرتين في السابق بسبب الصراعات الداخلية، الأولى عندما كان عمرها 77 عاماً، والثانية 80 عاماً، ونعيش الآن حقبتنا الثالثة، ومع اقترابها من العقد الثامن، تصل إسرائيل لواحدة من أصعب لحظات الانحطاط التي عرفتها على الإطلاق.
- رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك أبدى مخاوفه في مقال في جريدة «يديعوت أحرونوت» بتاريخ 7 أيار 2022، من قرب زوال إسرائيل قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها، مستشهداً في ذلك بـ«التاريخ اليهودي الذي يفيد بأنه لم تُعمَّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلّا في فترتين استثنائيتين، فترة الملك داوود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانتا بداية تفككهما في العقد الثامن، وإن تجربة الدولة العبرية الصهيونية الحالية هي الثالثة، على وشك دخول عقدها الثامن، وأخشى أن تنزل بها لعنته كما نزلت بسابقتها».
- وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني غانتس: المخاوف من سيطرة الفلسطينيين على إسرائيل في المستقبل ليست بعيدة عن الواقع، وإسرائيل ستتقلص خلال السنوات المقبلة لتصبح بين مستوطنتي غديرا والخضيرة. (الخضيرة جنوب حيفا، وغديرا جنوب تل أبيب، والمسافة بينهما أقل من 88 كلم).
- رئيس الكنيست الإسرائيلي الأسبق إبراهام بورغ (1999-2003) أكد في تصريحات له بأن «إسرائيل للزوال»، كونها «دولة عنصرية» والعنصرية والظلم لا يمكن أن ينتهي إلّا بالزوال. وفي مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» بتاريخ 8-6-2007، قال: يجب إلغاء تعريف إسرائيل كدولة يهودية لأنها أصبحت غير ضرورية.
- رئيس جهاز الموساد الأسبق تامير باردو (2011-2016) في محاضرة بكلية نتانيا بتاريخ 1 حزيران 2022: التهديد الأكبر يتمثل بنا نحن الإسرائيليين، بظهور آلية تدمير الذات التي جرى إتقانها في السنوات الأخيرة، تماماً مثل أيام تدمير الهيكل الثاني، مما يستدعي منَّا وقف هذا المسار الكارثي قبل نقطة عدم العودة، لأن إسرائيل تنهار ذاتياً.
- رئيس جهاز الموساد الأسبق مئير داغان (2002-2011): إنني أشعر بخطر على ضياع الحلم الصهيوني.
- رئيس جهاز الموساد الأسبق أفراييم هليفي (1998-2002): نحن على أبواب كارثة، إنه ظلام ما قبل الهاوية.
- رئيس جهاز الموساد الأسبق شبطاي شافيط (1989-1996): الإسرائيليّ قد يجد نفسه يوماً ما يحزم أمتعته ويغادر دولة إسرائيل.
- رئيس جهاز الشاباك الأسبق يوفال ديسكين (2005-2011): إسرائيل لن تبقى إلى الجيل القادم. كما كتب في مقال: لا أدري هل هي نهاية البداية؟ أم بداية النهاية؟ لسنا فقط فاسدين، بل نحن متعفنون.
- رئيس جهاز الشاباك الأسبق كارمي غيلون (1995-1996): إن استمرار السياسات المتطرفة ضد المسجد الأقصى ستقود إلى حرب يأجوج ومأجوج ضد الشعب اليهودي وستقود إلى خراب إسرائيل.
- رئيس الأركان السابق أفيف كوخافي (2019- كانون الأول 2023) انتقد انخفاض نسبة الالتحاق بالجيش قائلًا: إن الأمة التي تفقد الاستعداد للتضحية تتعرض للهزيمة.
- الجنرال في الاحتياط شاؤول أرئيلي: إسرائيل فشلت في تحقيق وتجسيد الحلم الصهيوني، وهي تسير في طريق فقدانه.
- المحلل العسكري في القناة 12 العبرية الثانية روني دانييل: أنا غير مطمئن أن أولادي سيكون لهم مستقبل في هذه الدولة، ولا أظن أنهم سيبقون في هذه البلاد.
- المؤرخ الإسرائيلي البروفيسور بيني موريس في مقابلة مع صحيفة «هآرتس» في 11 كانون الثاني 2019: إسرائيل مكان ستغرب شمسه وسيشهد انحلالاً أو غوصاً في الوحل، وخلال سنوات سينتصر العرب والمسلمون ويكون اليهود أقلية في هذه الأرض إما مطاردة أو مقتولة وصاحب الحظ هو من يستطيع الهرب إلى أميركا أو أوروبا.
- الكاتب والصحفي جدعون ليفي: لن يستطيع أحد وقف عملية التدمير الذاتي الداخلي الإسرائيلي، فمرض إسرائيل السرطاني قد بلغ مراحله الأخيرة ولا سبيل لعلاجه. وقال في مقال في صحيفة «هآرتس» بتاريخ 13-5-2022: إنّ وجهتنا يجب أنْ تكون أوروبا، وعليهم أنْ يستقبلونا كلاجئين. أعتقد أنّ هذا أفضل من أن نؤكَل أحياءً من العرب.
- الكاتب والصحفي آري شافيط: إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة، يجب توديع الأصدقاء والانتقال إلى سان فرانسيسكو أو برلين أو باريس.
- الكاتب والصحافي يارون لندن في كتابه «من مذكرات صحافي عبري» (2014): إنني أعدّ نفسي لمحادثة مع حفيدي، لأقول له بأن نسبة بقائنا في هذه الدولة لا يتعدّى 50 في المائة، ولمن يغضبهم قولي هذا، فإنني أقول لهم بأن نسبة 50 في المائة تعدّ نسبة جيدة، لأن الحقيقة أصعب من ذلك.
- الباحث والمحلل السياسي في قناة 12 أمنون أبراموفيتش، قال بعد تشييع جنازة شمعون بيرس عام 2016: هؤلاء الزعماء لم يحضروا لتشييع شمعون بيرس وإنما لتشييع دولة إسرائيل.
وقال بعد انتخابات الكنيست في 9-4-2019: إن أخطر ملف تواجهه إسرائيل هو ليس ملفات فساد نتنياهو، وإنما الأخطر منها هو ملف خراب إسرائيل الثالث.
- الكاتب والصحفي والمحلل السياسي ناحوم برنييع كتب قبل سنوات في صحيفة «يديعوت أحرونوت» تحت عنوان «إسرائيل قصة قصيرة» عن حوار دار بينه وبين أحد المفكرين الأميركيين، وقد التقيا عند طبيب أسنان هو صديق لكليهما في نيويورك. سأله المفكر الأميركي عن آخر أعماله وماذا يكتب هذه الأيام، فأجابه برنييع: أكتب تاريخ إسرائيل. فقال المفكر: إذا أنت يا صديقي من كتّاب القصة القصيرة!
- أستاذ العلوم العسكرية في الجامعة العبرية بالقدس المحتلّة، البروفيسور مارتين فان كارفيلد، والمعروف أنّه من أشدّ الداعين إلى طرد جميع العرب من إسرائيل، قال: إنّ تدهور الجيش الإسرائيلي بدأ من الرأس حتى القاع، أيْ من القيادة حتى الجنود، بسبب تفشي ظاهرة إدمان المخدِّرات والتجارة فيها، وبيع الجنود أسلحتهم لفصائل المقاومة الفلسطينية للحصول على المال، وتصاعد منسوب هجرة الإسرائيليين إلى أوروبا وأميركا. هذا الصراع ضد الفلسطينيين خاسر، وسينتهي بنهاية دولة إسرائيل في نهاية المطاف.
ختاماً، ما جاء أعلاه لا يعني إطلاقاً الاستكانة وانتظار الحتمية التاريخية، ولا يعني بالضرورة أنه مصير قريب، لأن العدو (وحلفائه) قد يستنفر أقصى طاقاته لتفادي أو تأخير إنهيار الكيان الغاصب. إنما يجب أن تكون تلك التحذيرات والمخاوف من انهيار الدولة، الصادرة عن النخب القيادية الصهيونية، تنبيه لمن يشك أو يُنكر كلية إمكانية زوال اسرائيل، وحافز لمن يؤمن بالقضية الفلسطينية لبذل المزيد من الكفاح والنضال، والحضّ على التآزر والتكاتف... وإن وعد الله للمؤمنين حقّ.
قال تعالى: {وَقَضَيْنَا إلَى بَنِي إسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً (٤) فَإذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (6) إنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْـمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإنْ عُدتُّمْ عُدْنَا (8)} [الإسراء: ٤ - ٨].