بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 آب 2023 12:00ص طلال سلمان الإنسان والأستاذ

حجم الخط
لله درّك ابو احمد. الانسان اولاً، الاستاذ والصديق والاخ الأكبر لكل من عمل في «السفير»، وقد علمتنا اصول المهنة واخلاقياتها بتفاصيلها. 
  كان طلال سلمان مرجعية إعلامية وسياسية في الشؤون العربية واللبنانية تحظى بالتقدير، والتأثير في الرأي العام. وعلاقاته العربية الواسعة تماثل تلك اللبنانية الغنية. لذلك كان شعار السفير «صوت لبنان في العالم العربي وصوت العالم العربي في لبنان» .
اسس طلال سلمان عائلة كبيرة في «السفير» ، فالعلاقات في «السفير» لا تشبه مثيلاتها في صحف اخرى بسبب الروابط المتينة والحميمة لذلك شهدت السفير زيجات بين اكثر من ٢٤ شابا وصبية من العاملين فيها. وانا و زوجتي ناهدة منهم.
نفذ الكثير من «المغامرات» المهنية داخل الجريدة كسرت التقاليد الكلاسيكية المتبعة في الصحف. وكانت السفير منبرا لكل الناس، أكبر من أي حزب وأوسع افاقا من اي توجهات سياسية واقتصادية واجتماعية. لذا في عيد تأسيسها كل سنة كان لبنان كله يحضر المناسبة من كل الفئات السياسية والرسمية والشعبية والدبلوماسية. هيئات المجتمع المدني. والمثقفون الذين كانت مكاتب السفير ناديهم المعبر عن كل تطلعاتهم.
كانت مكتبه مقصدا للرؤساء والوزراء والنواب والفعاليات يطرحون ما عندهم ويشكون هواجسهم، ويشهد الطابق التاسع على لقاءات الغداء مع عشرات المسؤولين والسياسيين يتعرضون «للإستجواب والمساءلة». وكان صلبا وجريئا في مواجهتهم وتصحيح اخطائهم وادائهم، وطالما عبّر قلمه عن جرأته وصراحته وصلابته وجوهره.
 يكثر الكلام عن طلال سلمان لكنه وقت للحزن الآن، فهو لم يؤسس إمبراطورية صحافية لكنه اسس مدرسة مهنية ملتزمة متكاملة، آتيا من بيئة شعبية بسيطة عاشت الام الناس ومعاناتهم في الارياف خاصة، فكانت السفير «صوت الذين لا صوت لهم» .
  رحمك الله استاذنا الكبير وحفظ الكبار الباقين. فقد لبنان أبرز اركان الفكر والصحافة والادب والفن وكل أشكال الثقافة التي اختزنها في عقله وابرزها على الورق بقوالب ولغة جميلة.  والأهم اننا فقدنا صديقا واخا عزيزا وقف الى جانبنا بكل إنسانية مهما قيل غير ذلك.